الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب الوفاء بنذر المباح

السؤال

أريد ردا على هذه السؤال:قمت بنذر، حددت قائمة من الطعام على أن آكلها لمدة أسبوع لا آكل غير هذه الاشياء، وإن أكلت شيئا آخر علي أن أذبح 3 خرفان. وقلت ندرا علي إن فعلت هذا أن أذبح 3 خراف. هل هذا يعد نذرا واجبا ويجب الالتزام به أم يمكن إخراج كفارة ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا النذر يعتبر من نذر المباح الذي لا قربة فيه، وقد اختلف العلماء في انعقاد هذا النوع من النذر ولزومه، وجمهور العلماء على أنه لا ينعقد ولا يصح التزامه، ولا كفارة في تركه.

قال الدسوقي في شرح مختصر خليل المالكي: وإنما يلزم به ما ندب يعني: مما لا يصح أن يقع إلا قربة. وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نذر إلا فيما يبتغي به وجه الله. رواه أبو دواد وأحمد وحسنه الألباني.


وذهب الإمام أحمد إلى أن هذا النوع من النذور منعقد وصحيح، إلا أنه لا يلزمه الوفاء به، بل يخير فيه بين الفعل والترك، وكفارته كفارة يمين.

وعليه، فالأحوط -وليس بواجب- أن تكفر السائلة كفارة يمين إذا لم تف بنذرها، خروجا من الخلاف.

والكفارة هي المذكورة في قول الله تعالى: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. {المائدة:89}.

وللمزيد من الفائدة والتفصيل انظري الفتوى رقم: :36764، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني