الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ترك الرد على المبتدعة لقلة علمه هل يعد شريكا لهم

السؤال

عن طريق محرك البحث دخلت أحد مواقع المبتدعة، ومن باب الفضول رحت اقرأ مالديهم فوجدت ـ والعياذ بالله ـ الكثير من الضلال في معتقداتهم، فهل يلزمني الرد عليهم؟ علما بأنني لا أملك العلم الكافي الذي يسمح لي بذلك، ولكن هناك بعض الأمور البديهية التي يعرفها أي مسلم ويستطيع الرد عليها بفطرته ـ كتحريفهم للقرآن وسبهم للصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ وحقيقة أنا لا أرغب في الأخذ والرد معهم، لأنني أبغضهم وأشعر بالضيق وأنا أتعامل معهم، ولأنهم ـ والعياذ بالله ـ أناس سكرت عقولهم ومنساقون وراء فقهائهم ومجادلون بالباطل ولا يرغبون في الاستماع إلى الحق، إلا أنني أخشى أنني لو لم أرد عليهم أكون قد شاركتهم الوزر والظلم وتحملته معهم، أفتونا مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نص أهل العلم على أن من لا يملك العلم الشرعي الذي يرد به على أهل البدع والضلالات فالواجب عليه هجرهم واعتزالهم، جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح: وقال أحمد في مكان آخر: ويجب هجر من كفر، أو فسق ببدعة، أو دعا إلى بدعة مضلة، أو مفسقة على من عجز عن الرد عليه، أو خاف الاغترار به والتأذي دون غيره. انتهى.

والخلاصة: أنك ما دمت لا تملك العلم الشرعي الذي يؤهلك للرد على أهل البدع فالواجب عليك حينئذ هجرهم واعتزالهم ولا تأثم بذلك ـ إن شاء الله ـ ولا تعتبر شريكا لهم على كل حال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني