الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استخدام برنامج الأذكار وبرنامج التسبيح

السؤال

الشيوخ الأفاضل تحية طيبة وبعد: أرجو إفتائي في أمر يؤرقني منذ فترة، وهو أنني قمت بتحميل برنامج للأذكار وبرنامج للتسبيح على الجوال لأني أنسى أحيانا أعداد التسبيح والتكبير فهذا يساعد في ذلك، ودائما ما يأتي في بالي حديث كل محدثة بدعة. فهل يجوز لي استخدام برنامج الذكر على الجوال مع أنه أمر محدث لم يعرفه السلف الصالح رحمهم الله جميعا، وخصوصا أيضا أن الجوال من صنع الغرب الكافر الذي لم يقدم لنا إلا كل أذية؟
وأيضا يجتمع بالجوال برنامج الذكر وهناك صور شخصية لي ولعائلتي فيه، فأخاف أن اجتماعهما يعتبر باطلا حيث لا يستويان. فالتصوير حرام بإجماع الفقهاء. أفتوني في أمري أدامكم الله لخدمة الدين وتصفيته من الشوائب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليست البرامج المذكورة داخلة في حديث كل محدثة بدعة؛ لأنها من الوسائل التي يضبط بها التسبيح والتكبير ويستعان بها على تذكر ذلك وهي مثل المسبحة في ذلك. وخاصة عند الاحتياج لها. وانظر فتوانا رقم: 7051.

وما وافق النصوص الشرعية ولم يخالفها مما وجد بعد السلف فهو مقبول وإلا فمردود " جاء في قواعد الفقه للمجددي: الْبِدْعَة هِيَ الْأَمر الْمُحدث الَّذِي لم يكن عَلَيْهِ الصَّحَابَة والتابعون وَلم يكن مِمَّا اقْتَضَاهُ الدَّلِيل الشَّرْعِيّ. انتهى. وانظر فتوانا رقم: 111180.

وهذه البرامج غايتها أنها آلة لعد الذكر والتسبيح فهي شبيهة بالمسبحة، وقد بينا جوازها لفعل بعض السلف لها. وأما أن الجوال من صنع الغرب فلا تأثير له في الحكم، إنما التأثير إذا كان هذا الأمر يخالف ديننا أم لا؟ ولو قيل بما قال به السائل لتركنا السيارة والانترنت ومواقعه النافعة والقنوات الدينية وغير ذلك لأنه من صنع الغرب الكافر.

وأما كون الجوال فيه صور شخصية لك ولعائلتك فإن كانت الصور محترمة وليس فيها كشف للعورات فلا بأس في ذلك. وأما إذا كان فيه كشف للعورات أو صور محرمة أخرى فلا ينبغي ذلك لتنزيه ما في الجوال من البرامج الشرعية. وانظر فتوانا رقم: 177957.

وأما حكم التصوير فقد بينا حكمه في الفتاوى رقم: 173557 ، 188103 ، 189983.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني