الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الوفاء بنذر المباح

السؤال

أنا طالبة في الصف الثاني الثانوي، وكنت قد نذرت أن أجتهد في دراستي قدر استطاعتي؛ لإدخال السرور على قلب أبي وأمي وطاعتهما.
فهل يجب علي الوفاء بالنذر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن نذر الاجتهاد في الدراسة، يعتبر من نذر المباح الذي لا يلزم منه شيء، وإدخال السرور المستحب معه، عارض ولا حكم له، ولذلك فإنه لا يلزم منه شيء عند جمهور أهل العلم؛ لأن النذر عندهم لا يلزم به إلا ما تمحض للقربة.

جاء في حاشية الدسوقي المالكي عند قول صاحب المختصر: "وَإِنَّمَا يَلْزَمُ بِهِ) أَيْ بِالنَّذْرِ.. مَا ندبَ، ابْنُ عَاشِرٍ: يَعْنِي مِمَّا لَا يَصِحُّ أَنْ يَقَعَ إلَّا قُرْبَةً، وَأَمَّا مَا يَصِحُّ وُقُوعُهُ تَارَةً قُرْبَةً، وَتَارَةً غَيْرَهَا، فَلَا يَلْزَمُ بِالنَّذْرِ. اهـ.

وجاء في إعانة الطالبين للدمياطي الشافعي: وعدم الانعقاد.. نظرا لكون أصله الإباحة، والاستحباب فيه عارض. اهـ.

وذهب الحنابلة إلى أن نذر المباح يخير صاحبه بين أن يفعله، أو يكفر عنه كفارة يمين. وانظري الفتوى رقم: 20047

وعلى هذا القول، فإن عليك كفارة يمين إذا لم تجتهدي في دراستك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني