الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرد على من قال: إن الله في كل الجهات

السؤال

لدي شبهة وأرجو الرد عليها وهي: أن الشيطان يأتي لابن آدم عن اليمين، والشمال، ومن أمام، ومن الخلف، ولكن لا يأتي من فوق؛ لأن الله من فوقهم، ولكن أليس الله تعالى موجودًا في كل الجهات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام، على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز نسبة الله تعالى وتقدس إلا إلى العلو والفوقية، وقد سبق لنا في عدة فتاوى بيان أدلة ذلك، وإيراد النقول عن الأئمة فيه، فراجع من ذلك الفتويين: 69060، 76111.

والذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وأجمع عليه الصحابة والتابعون والأئمة: أن الله تعالى بائن من خلقه، مستو على عرشه، وعرشه فوق سماواته، وراجع تفصيل ذلك وبيان أدلته وأقوال الأئمة فيه، في الفتويين: 6707، 66332، وانظر في الرد على من قال: إن الله في كل مكان الفتوى رقم: 8825، ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 132417.

وأما ما ذكره الله تعالى على لسان الشيطان من قوله: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف: 17] فينبغي الانتباه إلى أنه لم تذكر جهة التحتية، كما لم يذكر جهة الفوقية، بل ذكر الجهات الأربعة فقط، وسبب ذلك قد سبق لنا ذكره في الفتوى رقم: 27032.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني