الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمرار في قراء قصة جنسية حتى نزول المني نوع من الاستمناء

السؤال

أدمنت العادة السرية عندما كنت في العاشرة من عمري، كنت أفعل ذلك بدون إنزال المني؛ لأني لم أكن بلغت، ولم أكن أعلم ما الذي أفعله وما معني ذلك، ولكني كنت أشعر باستمتاع، حتي بلغت وفهمت ما هذا، وعلمت أنه حرام، ولكن ابتليت أيضًا بمشاهدة الأفلام الإباحية، كنت أفعلها بشكل غير منتظم كل 3 أو 4 أيام، وأحيانًا كل يوم! ولكن عندما كنت أفعلها كنت أستمني مرتين على التوالي.
وصلت لـ 17 عامًا طوال هذه الفترة، وبعد كل مرة أفعلها أندم ندمًا شديدًا، وأقرر التوبة، ولكني لا أستطيع، وسافرت لكي أعتمر مع أهلي وعلى أمل شديد أني سوف أتوب، ولكن عندما عدت رجعت مرة أخرى (توقفت شهرًا واحدًا فقط).
ودخلت الثانوي العام قسم: علمي، توفي مدرسي، فتأثرت بموته كثيرًا جدًّا، وقررت الإقلاع عن هذه الأشياء. وبفضل الله استمررت على هذا الوضع حتى أصبح عمري 18 عامًا، وكل شهر يمر وأنا تائب أفرح كثيرًا جدًّا، وأتشجع حتى أكمل الذي فات حتى يومنا هذا، أوقات شديدة مرت علي كثيرًا، وكنت أقاوم نفسي وأبكي وأتألم لأني أمنع نفسي من هذه الأشياء، في هذه الفترة رأيت كم أنا كنت حقيرا، كرهت هذه الأشياء، وعاهدت نفسي وربي أني لن أرجع لها مرة أخرى، كنت أتعب كثيرًا لمقاومتي شهوتي الشديدة، وأبكي طوال الليل، وأتعصب وأتوتر، وأثر هذا على مستواي الدراسي، فأصبحت غير قادر على المذاكرة نهائيًّا، وقد اقتربت الامتحانات وأنا أشعر بأني سوف أرسب، أصبح عندي اكتئاب شديد، ولا أعلم كيف أسيطر على نفسي وأذاكر!
في فترة توبتي اتجهت إلى أن أقرأ عن الثقافة الجنسية الصحيحة في العلم والدين؛ ففي صباح أحد الأيام كنت أقرأ عن هذه الأشياء في مقالة، وفجأة وجدت أن هذه المقالة هي قصة جنسية! استمررت في قراءتها حتى استثارت شهوتي بدون احتكاك من يدي، لم أمنع نفسي من الاستمرار حتى حدثت الكارثة، شعرت بأني سوف أنزل مني المنيّ بعد توبة 5 شهور إلا 6 أيام، فحاولت أن أمنع نفسي بأني وضعت يدي على عضوي، فحدث أسوأ شيء حدث في حياتي ونزل مني المنيّ.
الآن أنا نزلت من نظر نفسي كثيرًا، وأريد أن أموت، لا أطيق نفسي، ولا أرى مني فائدة في هذه الحياة، والله أريد أن أموت ولكني خائف من عقاب ربي، أشعر باكتئاب شديد، ولا أعلم هل توبتي انقطعت وعليّ أن أجددها؟
وأريد أن أسأل: إني قد عاهدت بعض المعارف الذين كانوا يساعدونني على التخلص من هذه الأشياء، ويشجعونني على أن أتقرب إلى الله وأصلي لو رجعت إلى هذه المعاصي لن أكلمهم مرة أخرى كنوع من العقاب لي، وأني لو رجعت سوف أقول لهم، وتعاهدنا على ذلك. فماذا عليّ أن أفعل؟ هل أوفي بعهدي وأعترف لهم ويفقدون ثقتهم فيّ ويكرهونني؟
هل الذي حصل مني حرام شرعًا؟
لا أعلم ما حكم الذي حدث مني؛ هل ما حدث مني استمناء صريح؟
أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله على توفيقك للتوبة، ونسأله أن يثبتك على ذلك حتى تلقاه.

فإذا كان نزول المني سببه الاستثارة بقراءة الموضوع المثير للغريزة مع استمرارك فيه، فهذا نوع من الاستمناء المحرم، كما ذكر بعض أهل العلم، وراجع الفتوى رقم: 158925، والفتوى رقم: 145589.

وعلى الجملة: فيجب أن تبادر بالتوبة، وأن تبتعد عما يثير الشهوة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 65677.

وكان ينبغي عليك إذ علمت أنها قصة جنسية أن تعرض عن قراءتها، فإن فيها إذكاء للشهوة، وتعريضًا للفتنة، وانظر الفتوى رقم: 65691.
واستعن بالله على المذاكرة، واجتهد وأحسن الظن بالله توفق -إن شاء الله-.

ولا يلزمك إخبار أحد بشيء، لا سيما وأنك لم تمارس الاستمناء الذي عاهدتهم على تركه -بل هو نوع آخر-، ثم إن الستر هو المشروع لمن وقع في معصية، وليس إخبار من حوله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني