الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في شركة بعض أنشطتها محرمة

السؤال

وجدت عملًا في شركة، ولكني مرتاب منه، فأنا مهندس اتصالات، وهذه الشركة مسؤولة عن عدة مواقع: موقع إخباري، وموقع لأخبار الكرة، وموقع لمواعيد كل البرامج والنشرات، والأفلام على القنوات الفضائية، وموقع للأبحاث العلمية، وموقع للفن، وموقع للمرأة العربية، وموقع للطبخ.
الشركة تعمل شيئًا اسمه توثيقًا صحفيًّا، وتوثيقًا تلفزيونيًّا: فالتوثيق الصحفي بأن تأخذ كل الجرائد، وتصورها، وتقطعها، وتخزنها عندها.
والتوثيق التلفزيوني بأن تعمل تسجيلًا لكل القنوات الفضائية، بما فيها برامج التوك شو، والنشرات الإخبارية، والبرامج الدينية، وحتى الأشياء الخبيثة التي تأتي على القنوات الإعلامية، ويمكن أن تسجل مسلسلات، وبعد أن تسجل كل هذه الأشياء، تقطعها، وتجعلها كأرشيف معلوماتي.
الذي عرفته أنها تستفيد منه، بأن تقوم بأبحاث علمية عن طريق هذه المعلومات، أو أنها تجمع معلومات لكي تكتب سيرة ذاتية عن شخص معين.
هذا ما استطعت أن أصل له من منتجاتها، ولا أعلم إذا كانت تستخدمه في شيء آخر أم لا؟ ﻷن ذلك ليس عملي أصلًا.
وأنا مسؤول عن الإنترنت في الشركة كلها، وأصلح أي عطل فيها، ومسؤول عن الشبكة التي تربط الأجهزة ببعضها، وعن حماية هذه الشبكة من الهجمات الداخلية، والخارجية، ومسؤول عن عمل النظام الذي تستخدمه أجهزة الموظفين في الشركة، سواء كانوا يشاركون في عمليات التوثيق الصحفي، أم التلفزيوني، أم برمجة المواقع المذكورة أعلاه، ومسؤول عن الأجهزة التي يتم تسجيل كل المعلومات عليها.
أنا متزوج منذ سنة تقريبًا، وحصل لي انزلاق غضروفي؛ فمنعني من العمل فترة، وهذا ما جعلني أبحث بشدة عن وظيفة في أسرع وقت؛ حتى إنني الآن في دورة تدريبية عندهم، ولا أعمل؛ لأني غير جاهز للعمل، وبدأت أفيد الشركة.
هذا السؤال كنت قد حاولت أن أسأله منذ شهر ونصف، ولكن كان باب الأسئلة مغلقًا، واستقر رأيي على أن أقدم استقالتي، وقدمتها بالفعل بالأمس، ولكن المدير حاول أن يقنعني بأن أكمل، ورفض أن يمضيها إلا بعد يومين حتى أعيد تفكيري، وكذلك الزملاء يقنعونني بأن أجد عملًا أولًا؛ وأن أحاول أن أبتعد عن العمل الذي يدعم الأشياء المحرمة، وأن أجد خبرة أولًا، ومنهم من قال: تدرب في الشركة فقط.
أرجو الإجابة في أسرع وقت؛ ﻷنه يجب عليّ اتخاذ القرار سريعًا، وإن كنت أميل لتركه، فهل هذا العمل يجوز أم لا؟ وإذا كان لا يجوز فهل يصح أن أكمل فيه، إلى أن أجد عملًا آخر؟ وجزاكم الله خيرًا كثيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحسب ما يظهر من السؤال، فإن أنشطة الشركة المذكورة، مختلطة من الحلال، والحرام، وحينئذ؛ فالاعتبار بالغالب على أنشطتها، فإن كان الغالب عليها الحلال، فلا حرج عليك في الاستمرار في عملك المذكور، وإن كان تركه أولى.

وانظر الفتاوى: 168225، 75875، 271642، 135720 وإحالاتها.

وهذا ما لم تتعرض لتنفيذ عمل مختص بشيء محرم، فحينئذ لا يجوز لك تنفيذه، وإن أدى إلى تركك للعمل بالشركة المذكورة، ولا يجوز لك الاستمرار فيها، إلا إن كنت مضطرًّا، فيجوز لك البقاء فيها بقدر الضرورة، مع البحث الجاد عن مصدر دخل آخر مباح، وانظر الفتوى رقم: 309304 وإحالاتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني