الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على الداعية التحلي بالرفق وخفض الجناح

السؤال

قال أهلي عني: إني متشدد؛ لأني أمنع أختي من الكلام مع شخص، فقلت لهم: أنتم أشخاص جهلة جهلة جهلة بالدين، بصوت عال، فهل آثم على رفع صوتي أمامهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان بين من خاطبتهم بهذه الكيفية أمك، أو أبوك، أو هما معا، فهذا لا يحل لك، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى، وأن تسترضيهما، ولا تعد لرفع صوتك عليهما، أو مخاطبتهما بما لا يليق.

وأما إن كان المخاطب غيرهما، فالأمر أيسر، لكن لا ينبغي لك استعمال هذا الأسلوب الذي قد ينفر المدعوين والمخاطبين من دعوتك، وعليك أن تتحلى بالرفق، وكظم الغيظ، وخفض الجناح للمخاطبين، واللين معهم في الحوار ما أمكن، فإن ذلك أدعى إلى استمالة قلوبهم، واستجابتهم لما تدعوهم إليه، وقد قال الله لموسى وهارون، وقد بعثهما إلى فرعون أخبث أهل الأرض: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {طه:44}، والرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتَحَلَّ بالصبر في ميدان الدعوة إلى الله تعالى، ولك في رسل الله -عليهم السلام- الأسوة الحسنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني