الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلّص من الخوف من أذية الناس في بلاد الغرب

السؤال

أنا متزوجة، وأعيش في الولايات المتحدة، وأشعر بخوف وقلق دائم عند خروجي من المنزل.
أنا محجبة، وأشعر دائمًا أن الناس قد تؤذيني، أو تلاحقني لأني مسلمة.
أحافظ على التحصين قبل خروجي من المنزل، ولكني أشعر أن هذه الحالة تمثل ضغطًا نفسيًّا كبيرًا عليّ؛ فأظل أترقّب نظرات الناس لي، وأخاف إذا مشى أحد من ورائي، أو نظر لي، فكيف أتخلّص من هذه الحالة من القلق والخوف المتزايد من أن يصيبني مكروه، أو أحد من أسرتي؟ علمًا أنه ليست لديّ علاقات اجتماعية أيضًا. وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على حرصك على التزام الستر، والحجاب، ونسأله أن يحفظك في دِينك، ودنياك.

وإن كان هذا الخوف الذي ينتابك من جنس الخوف المَرَضيّ؛ لكونه متوهّمًا، ولا يوجد ما يبرّره؛ فإن هذا من كيد الشيطان.

فإذا انتابك هذا الخوف؛ فاجتهدي في مدافعته، والتغافل عنه، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وأكثري من ذكر الله سبحانه؛ فهو القائل: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.

وحافظي على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وغيرها من الأذكار، هذا بالإضافة إلى رقية نفسك بالرقية الشرعية، ولمزيد الفائدة، راجعي الفتوى: 11500.

وإن كان هذا الخوف حقيقيًّا؛ لوجود من قد يتعرّض للمحجبات بالأذى مثلًا، فكذلك الحال هنا -نعني الحرص على الأذكار والأدعية، ولا سيما المتضمنة لسؤال الله العافية-، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى: 221788.

ومن الأدعية المناسبة لهذا المقام ما ثبت في سنن أبي داود عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قومًا، قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

ونوصيك بالحرص على عدم الخروج إلا لحاجة.

وإذا خرجت لحاجتك، فمهما أمكن أن يصحبك زوج أو محرم، كان أفضل.

واجتنبي الطرق التي قد تكونين فيها في حال انفراد؛ لئلا يتجرّأ عليك أهل الشر والفساد.

ونختم بالتنبيه إلى أن في موقعنا قسمًا للاستشارات الطبية، والنفسية، والاجتماعية، يمكنك الكتابة إليهم، عند حاجتك لذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني