الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يرجى لمن نطق بكلمة التوحيد قبل دخوله في الغيبوبة ثم مات دخول الجنة

السؤال

أبي -رحمه الله- كان مريضًا بالربو، وصبر على هذا المرض، وكان أبي رجلًا صالحًا، ولا يترك صلاته، ولا صيامه، وكان يتصدق، ويقرأ القرآن، ولا يترك صلاة الفجر أبدًا. وقبل أسبوع توفي أبي -رحمه الله، وغفر له- بسكتة قلبية.
هل يعتبر أبي مات مبطونا وشهيدا؟ وقبل موت أبي اتصلنا على الإسعاف، وخرج أبي من البيت -وهو يتشهد-، ثم عندما أخذناه للمستشفى نام بالمستشفى لمدة يوم، ولم يكن واعيًا. فهل يعتبر أبي مات متشهدًا؛ لأنه تشهد قبل نومه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يغفر لوالدكم، ولسائر موتى المسلمين، وأن يربط على قلوبكم، ويأجركم في مصيبتكم، ومن مات على تلك الحال التي ذكرتها في السؤال من الصلاح في الدين، والمحافظة على الصلاة والصدقة والصيام؛ فإنه يرجى له الخير، ولا يخاف عليه -إن شاء الله تعالى-، وقد قال الله -عز وجل-: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {سورة يونس:62 ــ63}. فكل مؤمن تقي فهو ولي لله تعالى، ولا يخاف عليه، لا في الدنيا، ولا في الآخرة.

وإن كان آخر ما تكلم به والدكم -رحمه الله- قبل دخوله في الغيبوبة هو الشهادة؛ فهذا فضل عظيم، ويرجى له أن يكون ممن قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. رواه أبو داود وأحمد واللفظ له، وعند ابن حبان: مَنْ كَانَ آخِرُ كَلِمَتِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ، وَإِنْ أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ.

وأما هل من مات بالربو يعتبر شهيدا؛ فالجواب: أنا لا ندري هل له حكم المبطون أم لا؟ لكن مرض الربو مرض مزمن من جملة الأمراض والمصائب التي يؤجر من أصيب بها، ويكفي أن كل ما يصيب المسلم في هذه الدنيا من الأمراض والمؤذيات يكفر الله به ذنوبه إذا هو قابل ذلك بالصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى، قال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {البقرة:155-157}.

وتراجع الفتويين التاليتين: 28603، 104281.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني