الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مالذي يجب توفره فيمن يقوم بدعوة المرتدين وغير المسلمين

السؤال

دخلت على موقع تنصير عبارة عن جماعة مرتدين عن دينهم إلى النصرانية يدعون أنهم أصحاب فكر سديد وأنا طالب علم شرعي ولي ساعات محددة للدعوة على شبكة الانترنت ففكرت في قراءة ما يكتبون ثم الرد عليها من فتاوى أهل العلم والعلماء السابقين، فهل أسير على ما أفعل معهم مع محاولة دعوتهم للعودة إلى الإسلام قبل الندم يوم القيامة أم أتركهم وأدع شأنهم لغيري والتفت لما أفعل فلا فائدة منهم مع مثلي لقلة علمي وأترك هذا العمل لمن هو أعلم مني؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الدعوة إلى الله والتصدي لشبهات المشككين ودحض حججهم من الواجبات الشرعية التي يقوم بها ورثة الأنبياء من العلماء والدعاة وطلبة العلم، وهي من أبواب الجهاد في سبيل الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم. رواه أحمد والنسائي وأبو داود وصححه الألباني. وقال تعالى: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ {الأنبياء: 18}. قال أبو محمد بن حزم: والحجة الصحيحة لا تغلب أبداً فهي أدعى لقبول الحق وأنصر للدين من السلاح الشاكي والأعداد الجمة وأفاضل الصحابة الذين لا نظير لهم إنما أسلموا بقيام البراهين على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم عندهم، فكانوا أفضل ممن أسلم بالغلبة بلا خلاف من أحد من المسلمين. أهـ. فإن كنت ذا قدم راسخة في رد شبه هؤلاء المبطلين فاستعن بالله واستمر في دعوتك عسى الله أن يهديهم على يديك وتنال أجراً عظيماً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. أما إن كنت لا تقدر على بيان عوار باطلهم فينبغي أن تشتغل بما تقدر عليه، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك من الهداة المهتدين المصلحين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني