الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجر أبي الزوج إذا كان للمصلحة

السؤال

لا اعرف كيف أبدأ سؤالي هذا ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله فأنا يوجد لي حمو وهو طبعا أبو زوجتي وطوال الوقت كنت أتعامل معه بالحسنى والغريب أن هذا الإنسان كان لا يتكلم إلا بالدين وهو يصلي ومعرفته جيدة جدا بأمور ديننا الحنيف ولكن اكتشفنا أن هذا الإنسان يقوم بشيء يغضب الله وهو زنا المحارم حيث له بنات قاصرات كان يقوم بإغرائهن إما بالمال وإما بتوفير المحطات الإباحية ونحن نعيش بدولة غير إسلامية وهذه الأمور سهلة وبمتناول اليد وعندما اكتشفنا هذا الشيء علمنا أن هذا الأمر ليس بجديد عليه إنما منذ سنوات يقوم بهذه الأفعال التي تغضب وجه الله عزوجل وطبعا لم نقم بإخبار السلطات بما عمل من أجل المحافظة على ستر العائلة وأنا منذ تلك اللحظة قمت بمقاطعة هذا الشخص بشكل تام علما بأني أعرف أنه لا تجوز مقاطعه المسلم أكثر من ثلاثة أيام فهل يعد عملي هذا صائبا لأنني كما أفكر أن هذا الشخص يعد خارجا عن دين الله أو منافق والعياذ بالله فأرجو توجيهي؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن زنى الرجل بمحارمه من أعظم المنكرات، بل جعله بعض أهل العلم موجبا لقتله وإن لم يكن محصنا، وأما الأب فحده الرجم على كل لإحصانه ولوقوعه على محارمه.

فيتعين عليكم نصح هذا الأب وإقناعه بما تيسر من الوسائل، ورغبوه في رحلة حج أو عمرة حتى يبعد عن هؤلاء البنات، واسعوا ما أمكن في تزويجهن حتى لا يتمكن من الخلوة بهن والسيطرة عليهن، وإن لم تتمكنوا من مصارحته فأعطوه من الكتب والفتاوى والأشرطة ما يفيده في هذا الموضوع.

وأما هجره فهو عائد إلى المصلحة وإمكان تأثير الهجر عليه، فإن علم أن ذلك يردعه ويرده عما هو واقع فيه فاهجروه، وإن كان لايؤثر عليه فلا شك أن الاتصال به وتقديم النصح له أولى، وهذا يختلف باختلاف البيئات التي يسكنها الناس، فإن هجر المسلمين لمن يسكن في بلد جل أهله ملتزمون يؤثر عليه كما حصل للثلاثة المذكورين في سورة التوبة، وأما من يسكن في أوربا فقد لا يتأثر من هجر المسلمين، بل قد يدفعه هجرهم للارتماء في أحضان الكفار ومشاركتهم في أخلاقهم المنحطة، علما بأن المسلم لا يخرج عن الإسلام بأي معصية ارتكبها ما لم تكن شركا بالله تعالى.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 24833، 29984، 21242، 28124.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني