الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصدقة خفية أفضل وأقرب إلى الإخلاص

السؤال

هل يكون الأجر والثواب أكبر وأعظم عند الله عندما يتم إخفاء وستر الإنفاق المالي في سبيل رضى الله ورسوله والمؤمنين \" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون\" ؟؟؟؟؟
في أمان الله وكل ساعة وأنتم بخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {البقرة: 271} وفي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. وذكر منهم: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.

ولهذا فلا شك أن الإنفاق سرا والصدقة خفية على الفقراء والمساكين أفضل منها إذا كانت علانية لأن ذلك أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء وأقل إحراجا للفقراء، وقد استثنى أهل العلم من ذلك الزكاة الواجبة فالإعلان بها أفضل لأنها شعيرة وركن من أركان الإسلام، فينبغي إظهارها.

وللمزيد من أقوال أهل العلم نرجو الاطلاع على الفتويين: 62174، 62253، وما أحيل عليه فيهما.

وأما الآية المذكورة فقد قال عنها أهل التفسير ما معناه: إنها تضمنت ترغيبا وترهيبا ووعدا لمن عمل خيرا، ووعيدا لمن عمل شرا، وقد جاءت في سياق حديث القرآن عن المنافقين وختام الآية: وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون

فيجازى المحسن على أعماله الحسنة والمسيء على أعماله السيئة؛ كما قال تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ {الزلزلة: 7-8}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني