الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

السؤال

سؤالي هو: نصلي في مسجد المنطقة التي نسكن فيها، إمام المسجد لا يكف عن النصح دبر كل صلاة، جزاه الله خيراً، ولكن بأسلوب جاف جداً جداً لدرجة أنه يقول لبعض الأشخاص إذا لم يعجبكم الصلاة بمسجدنا لا تصلوا عندنا المنطقة كلها مساجد، الأهم من ذلك عندما يرفع من الركوع إذا سمع شخصا يقول ربنا لك الحمد والشكر بعد الانتهاء من الصلاة تقوم الدنيا ولا تقعد، أعرف أن لفظ الشكر غير وارد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، ولكن هل هي جريمة إذا قال شخص من عامة الناس هذا اللفظ، فأرجو من سيادتكم توضيح الأمر، وكذلك توجيه نصيحة لهذا الإمام بكيفية التعامل مع الناس وكما قال ربنا عز وجل (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)؟ دمتم لنا بخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كلمة الشكر ليست من الذكر الوارد عند الرفع من الركوع، وعليه فلا ينبغي الإتيان بها عنده، أما في غير الرفع من الركوع فلا حرج فيها، لأن الحمد والشكر كله لله تعالى، لكن ينبغي لمن أراد أن يبين للناس أمراً يتعلق بالدين أو غيره أن يبين ذلك بعبارة خالية من الانفعال والتوتر، فإن الأسلوب الطيب المقنع في مجال الدعوة والإرشاد والتعليم أشد تأثيراً وأعظم نفعاً من الأسلوب الذي يتصف بالجفاء والتوتر، ولذا كانت الطريقة الأولى هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإرشاد مثال ذلك ما دار بينه وبين الفتى الذي سأله أن يبيح له الزنا فلم يعنفه النبي صلى الله عليه وسلم، بل أقنعه بأسلوب لين حكيم قاطع للحجة، وما حصل له مع المسيء في صلاته فلم يتركه صلى الله عليه وسلم حتى علمه كيفية الصلاة الصحيحة ولم يعنفه رغم تكرار أخطائه، إلى غير ذلك من الأساليب التي كان ينتهجها صلى الله عليه وسلم في هذا المجال وهو القدوة لسائر الأمة.

ومع ذلك فينبغي معذرة الإمام المذكور وإحسان الظن به لأنه لا يريد إلا الخير فيما نظن، مع العلم بأن بعض الناس تكون فيه حدة في الخطاب ومع ذلك يكون طيب السريرة حريصاً على نصح الآخرين، وللفائدة في الموضوع راجع الفتوى رقم: 15439.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني