الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعاصي سبب لنقصان الإيمان وظلمة الوجه

السؤال

هل إذا ارتكب العبد ذنبا عمدا تنزل مرتبته و يقل إيمانه و يذهب النور من وجهه و يصبح ليس من
المتقين حتى لو تاب رأسا . ثم هل إذا ارتكب ذنبا عن غير قصد يصبح له ذلك و يذهب شيء من
علمه كما حصل للإمام الشافعي في قصته المشهورة و قصة الشخص الذي دخل على سيدنا عثمان
... القصة.
أرجو التوضيح و ذكر آثار المعاصي التي يتعمدها فاعلها والمعاصي التي يفعلها العبد من غير قصد منه .
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

المعاصي من غير توبة سبب لنقصان الإيمان وظلمة الوجه، فإن تاب مرتكبها توبة صادقة عاد إلى حالته الأولى قبل ارتكاب المعصية، وتعمد المعصية له آثار خطيرة على صاحبها من تلك الآثار حرمان الرزق والعلم النافع ووحشة يجدها في قلبه والحرمان من الطاعة والضعف في القلب والبدن إلى آخرها، أما ارتكاب المعصية نسيانا أو جهلا في حق من يعذر بالجهل في ارتكابها فلا إثم فيه ولا تترتب عليه الآثار السابقة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمعاصي لها خطر عظيم فتعمد الإقدام على ارتكابها سبب لنقصان الإيمان وظلمة الوجه وراجع الفتوى رقم: 95383، والفتوى رقم 20090.

هذا في حالة عدم التوبة الصادقة من تلك المعصية فإن تاب مرتكبها توبة صادقة واستغفر الله تعالى محيت عنه تلك الآثار، ففي فيض القدير للمناوي: إن العبد في رواية إن المؤمن إذا أخطأ خطيئة في رواية أذنب ذنبا نكتت بنون مضمومة وكاف مكسورة ومثناة فوقية مفتوحة في قلبه لأن القلب كالكف يقبض منه بكل ذنب أصبع ثم يطبع عليه نكتة أي أثر قليل كنقطة سوداء في صقيل كمرآة وسيف وأصل النكتة نقطة بياض في سواد وعكسه قال الحرالي: وفي إشعاره إعلام بأن الجزاء لا يتأخر عن الذنب وإنما يخفى لوقوعه في الباطن وتأخره عن معرفة ظهوره في الظاهر فإن هو نزع أي قلع عنه وتركه واستغفر الله وتاب إليه توبة صحيحة ونص على الإقلاع والاستغفار مع دخولهما في مسمى التوبة إذ هما من أركانهما اهتماما بشأنهما صقل وفي نسخة سقل بسين مهملة أي رفع الله تلك النكتة فينجلي قلبه بنوره كشمس خرجت عن كسوفها فتجلت وإن عاد إلى ذلك الذنب أو غيره زيد بالبناء للمفعول فيها نكتة أخرى وهكذا حتى تعلو على قلبه أي تغطيه وتغمره وتستر سائره كمرآة علاها الصدأ فستر سائرها وتصير كمنخل وغربال لا يعي خيرا ولا يثبت فيه خير. انتهى

وآثار المعاصي كثيرة منها:

1ـ حرمان العلم النافع.

2ـ حرمان الرزق.

3ـ وحشة يجدها العاصي في قلبه.

4ـ وحشة تحصل بينه وبين الناس خصوصا أهل الخير منهم.

إلى آخر الآثار المذكورة في الفتوى رقم: 97814.

هذا بالنسبة للمعاصى التي يتعمد الإنسان فعلها، أما التى فعلها نسيانا أو جهلا وكان ممن يعذر بالجهل فيها فلا إثم عليه لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الشيخ الألباني.

وراجع الفتوى رقم: 19084.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني