الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 182 ] 2 - باب خلق الأرض

                                                                                        3434 - قال الحارث : حدثنا يحيى ابن أبي بكير ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : قلت لكعب : ما يمسك هذه الأرض التي نحن عليها ؟ قال : أمر الله تعالى . قال : قلت : قد علمت أن أمر الله عز وجل الذي يمسكها ، فما أمر الله ذلك ؟ قال : شجرة خضراء في يد ملك من الملائكة قائم على ظهر الحوت منطو ، والسماوات [ ص: 183 ] من تحت العرش . قلت : فما ساكن الأرض الثانية ؟ قال : الريح العقيم ، لما أراد أن يهلك عادا أوحى إلى خزنتها أن افتحوا منها بابا . قالوا : ربنا ، مثل منخر الثور ؟ قال : إذا تلقى الأرض ومن عليها قال : فجعل مثل موضع الخاتم . قال : قلت : فمن ساكن الأرض الثالثة ؟ قال : حجارة جهنم . قال : قلت : فمن ساكن الأرض الرابعة ؟ قال : كبريت جهنم . قلت : وإن لها لكبريتا ؟ قال : أي والذي نفسي بيده ، وبحار لو طرحت فيها الجبال لتفتتت من حرها . قال : فقلت : من ساكن الأرض الخامسة ؟ قال : حيات جهنم . قلت : وإن لها لحيات ؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، أمثال الأودية . قلت : فمن ساكن الأرض السادسة ؟ قال : عقارب جهنم . قلت : وإن لها لعقارب ؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، أمثال الفلك ، وإن لها أذنابا مثل الرماح ، وإن إحداهن لتلقى الكافر فتلسعه اللسعة فيتناثر لحمه على قدميه . قال : قلت : فما ساكن الأرض السابعة ؟ قال : تلك سجين ، فيها إبليس موثق ، استعدت عليه الملائكة ، فحبسه الله تعالى فيها ، يدا أمامه ويدا خلفه ، ورجلا أمامه ، ورجلا خلفه ، وتأتيه جنوده بالأخبار ، وله زمان يرسل فيه .

                                                                                        [ ص: 184 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية