[ ص: 252 ]  3453 وقال  ابن أبي عمر   : حدثنا  مروان هو ابن معاوية  ، ثنا يحيى بن حميد  ، عن أبان بن أبي عياش  ، عن  أنس  رضي الله عنه ، رفعه قال : " إن رجلا قال ليعقوب  عليه السلام : ما الذي أذهب بصرك وحنى ظهرك ؟ قال : أما الذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف  ، وأما الذي أحنى ظهري فالحزن على أخيه بنيامين   . قال : فأتاه جبريل  عليه السلام فقال : يا يعقوب ،  أتشكو الله تعالى ؟ فقال : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله . فقال له جبريل  عليه الصلاة والسلام : الله أعلم بما قلت منك ، ثم انطلق جبريل  عليه الصلاة والسلام ، ودخل يعقوب  إلى بيته فقال : أي رب ، أذهبت بصري وحنيت ظهري ، فاردد علي ريحانتي فأشمهما شمة ، ثم اصنع بي بعد ذلك ما شئت . فأتاه جبريل  عليه الصلاة والسلام فقال : يا يعقوب ،  إن الله تبارك وتعالى يقرئك السلام ويقول : أبشر ، فإنهما لو كانا ميتين لنشرتهما  [ ص: 253 ] لك ، ولأقررت بهما عينيك ، ويقول لك : يا يعقوب ،  أتدري لم أذهبت بصرك وحنيت ظهرك ؟ ولم فعل إخوة يوسف  ما فعلوا ؟ قال : لأنه أتاك يتيم مسكين وهو صائم جائع ، وقد ذبحت أنت وأهلك شاة فأكلتموها ولم تطعموه . ويقول : إني لم أحب من خلقي شيئا حبي اليتامى والمساكين   " . 
قال أنس  رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فكان يعقوب  عليه الصلاة والسلام كلما أمسى نادى مناديه : من كان صائما فليحضر طعام يعقوب  ، وإذا أصبح نادى مناديه : من كان مفطرا فليحضر طعام يعقوب   " . 
 [ ص: 254 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					