الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
11 - حدثنا جعفر قال حدثنا هدبة بن خالد، قال: أخبرنا مبارك بن فضالة، قال: حدثنا بكر بن عبد الله، وثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن أبا طلحة، لما رأى رسول الله طاويا، جاء إلى أم سليم فقال: إني رأيت رسول الله طاويا فهل عندك شيء؟ قالت: عندنا نحو من مد من دقيق شعير، قال: فاعجنيه وأصلحيه عسى أن ندعو النبي صلى الله عليه وسلم فيأكل منه، قال: فعجنته وخبزته، قال: فجاء قرص، فقال لي: ادع النبي صلى الله عليه وسلم قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناس - قال مبارك: أحسبه قال: بضعة وثمانون - فقلت: يا رسول الله، أبو طلحة يدعوك، فقال لأصحابه: " أجيبوا أبا طلحة، قال: فجئت مسرعا حتى أخبرته أنه قد جاء وأصحابه، فقال لها: والله إن رسول الله أعلم بما في بيتي [ ص: 43 ] مني، فاستقبله أبو طلحة فقال: يا رسول الله، والله ما عندنا شيء إلا قريص، رأيتك طاويا، فأمرت أم سليم فجعلت لك قرصا، قال: فدعا بالقرص، ودعا بالجفنة فوضعه فيها، فقال: "هل من سمن؟" فقال أبو طلحة: قد كان في العكة شيء، قال: فجاء بها فجعل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة يعصرانها حتى خرج شيء مسح النبي صلى الله عليه وسلم به سبابته، ثم مسح بالقرص، ثم قال: "بسم الله" ، فانتفخ القرص، ثم عصر العكة فخرج شيء فمسح به أصبعه السبابة، ثم مسحه على القرص، وقال: "بسم الله" فانتفخ القرص، فلم يزل يصنع ذلك والقرص ينتفخ حتى رأيت القرص في الجفنة يتميع، فقال: "ادع لي عشرة من أصحابي" ، فدعوت له عشرة، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده وسط القرص، وقال: "كلوا بسم الله" ، فأكلوا حوالي القرص حتى شبعوا، ثم قال: "ادع لي عشرة أخرى" ، قال: فدعوت له عشرة أخرى، فقال: "كلوا بسم الله" ، فأكلوا من حوالي القرص حتى شبعوا، فلم يزل يدعو عشرة عشرة يأكلون من ذلك القرص حتى أكل منه بضعة وثمانون رجلا من حوالي القرص حتى شبعوا، قال: وإن وسط القرص حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده كما هو.

التالي السابق


الخدمات العلمية