الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
2 - حدثنا جعفر قال: قرأت على أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، قلت: حدثكم عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل في غزوة غزاها، فأصاب أصحابه جوع [ ص: 32 ] وفنيت أزوادهم، فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون ما أصابهم، ويستأذنونه في أن ينحروا بعض رواحلهم، فأذن لهم فخرجوا فمروا بعمر بن الخطاب، فقال: من أين جئتم؟ فأخبروه أنهم استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن ينحروا بعض إبلهم، قال: فأذن لهم؟ قالوا: نعم، قال: فإني أسئلكم - أو أقسم عليكم - إلا رجعتم معي إلى رسول الله، فرجعوا معه فذهب عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله، أتأذن لهم أن ينحروا بعض رواحلهم، فماذا يركبون؟ قال رسول الله: "فماذا أصنع بهم؟ ليس معي ما أعطيهم" قال عمر: بلى يا رسول الله، تأمر من كان معه فضل من زاده أن يأتي به إليك فتجمعه على شيء، ثم تدعو فيه، ثم تقسمه بينهم، قال: ففعل فدعا بفضل أزوادهم، فمنهم الآتي بالقليل والكثير، فجعله في شيء، ثم دعا فيه ما شاء الله عز وجل أن يدعوا، ثم قسمه بينهم فما بقي من القوم أحد إلا ملأ ما كان معه من وعاء وفضل فضل، فقال عند ذلك: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، من جاء بها يوم القيامة غير شاك، أدخله الله عز وجل الجنة".

التالي السابق


الخدمات العلمية