ثم انصرف بالمسلمين حتى قدم خالد بن الوليد المدينة على أبي بكر ، وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب ، إلا الجارود بن عمرو بن خنش بن معلى ، فإنه ثبت على الإسلام فيمن تبعه من قومه ، وقالت ربيعة بعضها لبعض : نرد الملك إلى المنذر بن ساوى ، وكان المنذر ملكهم في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم العلاء بن الحضرمي المنذر ، وأقام العلاء بها إلى أن قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فملك ربيعة المنذر بن النعمان بن المنذر بن ساوى ، وجمع جمعهم على الارتداد ، فلما بلغ خبرهم بعث إليهم أبا بكر ، وأمره العلاء بن الحضرمي بثمامة بن أثال الحنفي ، وكان قد أسلم ثمامة ، وأسلم بنو سحيم معه ، فلما مر العلاء بثمامة بن أثال معه من اتبعه من قومه من بني سحيم ، وسارت ربيعة إليهم فحاصروهم بجواثا [ ص: 180 ] حصن بالبحرين ، وأصاب المسلمون جهدا شديدا من الجوع حتى كادوا أن يهلكوا ، فخرج عبد الله بن حذف ليلة من الليالي يتجسس أخبارهم ويجيء المسلمين بالخبر ، فأتى الحصن واحتال في دخوله ، فوجدهم سكارى فرجع فأخبر المسلمين أن القوم سكارى لا عناء بهم ، فبيتهم فيمن معه من المسلمين ، وقاتلوهم قتالا شديدا حتى فتح الله على المسلمين حصنهم ، وقسم العلاء بن الحضرمي الغنيمة العلاء بن الحضرمي بالبحرين وجمع بها صلاة الجمعة .