الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم انصرف خالد بن الوليد بالمسلمين حتى قدم المدينة على أبي بكر ، وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب  ، إلا الجارود بن عمرو بن خنش بن معلى ، فإنه ثبت على الإسلام فيمن تبعه من قومه ، وقالت ربيعة بعضها لبعض : نرد الملك إلى المنذر بن ساوى ، وكان المنذر ملكهم في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العلاء بن الحضرمي فأسلم المنذر ، وأقام العلاء بها إلى أن قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فملك ربيعة المنذر بن النعمان بن المنذر بن ساوى ، وجمع جمعهم على الارتداد ، فلما بلغ أبا بكر خبرهم بعث إليهم العلاء بن الحضرمي ، وأمره بثمامة بن أثال الحنفي ، وكان قد أسلم ثمامة ، وأسلم بنو سحيم معه ، فلما مر العلاء بثمامة بن أثال معه من اتبعه من قومه من بني سحيم ، وسارت ربيعة إليهم فحاصروهم بجواثا [ ص: 180 ] حصن بالبحرين ، وأصاب المسلمون جهدا شديدا من الجوع حتى كادوا أن يهلكوا ، فخرج عبد الله بن حذف ليلة من الليالي يتجسس أخبارهم ويجيء المسلمين بالخبر ، فأتى الحصن واحتال في دخوله ، فوجدهم سكارى فرجع فأخبر المسلمين أن القوم سكارى لا عناء بهم ، فبيتهم العلاء بن الحضرمي فيمن معه من المسلمين ، وقاتلوهم قتالا شديدا حتى فتح الله على المسلمين حصنهم ، وقسم العلاء بن الحضرمي الغنيمة بالبحرين وجمع بها صلاة الجمعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية