الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وخرج الأسود بن كعب العنسي في كندة فباع الناس والمهاجر بن أبي أمية أميرها ، وسمعت كندة بذلك واتفقت أيضا مع من اتبع الأسود على نصره ،  وكان على حضرموت زياد بن لبيد البياضي ، فلما رأى ذلك منهم بيتهم بالليل وقتل منهم أربعة من الملوك في محاجرهم : جمدا ، ومحوصا ، ومشرحا ، وأبضعة ، ثم كتب المهاجر بن أبي أمية إلى أبي بكر يخبره بانتقاض الناس ، ويستمد منه ، فبعث أبو بكر عكرمة بن أبي جهل في جيش معه إلى المدينة ، وكانت قطعة من كندة ثبتت على الإسلام مع زياد بن لبيد ، وقطعة مع المهاجر بن أبي أمية وزياد [ ص: 181 ] ابن أبي لبيد بالحرب ، فلما اشتد عليهم الحصار نزل إليهم الأشعث بن قيس ، وسألهم الأمان على دمه وأهله وماله حتى يقدموه على أبي بكر فيرى فيه رأيه ، وأن يفتح النجير ، ففعلوا ذلك وفتح النجير ، واستنزلوا من فيه من الملوك وضربت أعناقهم ، واستوثقوا من الأشعث بن قيس ، وبعثوا به إلى أبي بكر مع السبي ، وقتل الأسود بن كعب العنسي في بيته ، فلما قدم الأشعث على أبي بكر ، قال أبو بكر : فما تأمرني أن أصنع فيك ، فإنك فعلت ما علمت ؟ قال الأشعث : تمن علي وتفكني من الحديد وتزوجني أختك ، فإني قد راجعت وأسلمت ، قال أبو بكر : قد فعلت فزوجه أخته فروة بنت أبي قحافة .

ثم قدم أهل البحرين على أبي بكر يفتدون سباياهم أربع مائة ، فخطب أبو بكر الناس فقال : أيها الناس ، ردوا على الناس سباياهم ، لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يغيب عنه منهم أحد ، ثم جاء جابر بن عبد الله أبا بكر فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن جاءنا مال من البحرين أعطيناك هكذا وهكذا  ، فحرز له أبو بكر هكذا خمسمائة درهم ، فأعطاه من مال البحرين ألفا وخمسمائة درهم ، ثم اعتمر أبو بكر في رجب ، وخرج هو وعبد الرحمن بن صبيحة على راحلتين واستخلف على [ ص: 182 ] المدينة عمر بن الخطاب ، وقدما مكة ضحوة ، وخرج منها قبل الليل ، ومات أبو مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب ، وتزوج عمر بن الخطاب عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل .

التالي السابق


الخدمات العلمية