ألا عللاني قبل جيش أبي بكر لعل منايانا قريب ولا ندري
فقتلهم وقتل مغنيهم ، وسال دمه في تلك الجفنة . خالد بن الوليد ،ثم سار خالد حتى أغار على غسان بمرج راهط ، حتى نزل على قناة بصرى وعليها [ ص: 188 ] ، أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل ابن حسنة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وخرج خالد بن سعيد بن العاص بمرج الصفر في يوم مطير يستمطر فيه ، فتعاوى عليه أعلاج الروم فقتلوه ، واجتمع ، خالد بن الوليد وشرحبيل ابن حسنة ، ويزيد بن أبي سفيان معهم حتى صالحته بصرى على الجزية ، وفتحها الله للمسلمين ، فكانت تلك أول مدينة فتحت بالشام ، ثم ساروا جميعا إلى فلسطين مددا ، لعمرو بن العاص وعمرو مقيم بالعربات من غور فلسطين ، وسمع الروم باجتماع المسلمين فانكشفوا عن جلق إلى لعمرو بن العاص ، أجنادين ، وأجنادين بلد بين الرملة وبيت جبرين من أرض فلسطين ، وسار المسلمون إلى أجنادين ، وكان الأمراء أربعة والناس أرباعا إلا كان يزعم أنه جميعهم . . . . عمرو بن العاص
فلما اجتمعت العساكر وتدانت ، بعث صاحب الروم رجلا عربيا ليأتي بخبر المسلمين ، فخرج الرجل ودخل مع المسلمين [ ص: 189 ] وأقام فيهم يوما وليلة لا ينكر ، ثم أتى الروم فقالوا له : ما وراءك ؟ فقال : أما بالليل فرهبان ، وأما بالنهار ففرسان ، ولو سرق ابن ملكهم قطعوا يده ، ولو زنى رجموه ، لإقامة الحق فيهم .
ثم تزاحف الناس فاقتتلوا قتالا شديدا ، فقال صاحبهم لهم : لفوا رأسي في ثوب ، قالوا له : ولم ؟ قال : يوم موقف البئيس لا أحب أن أراه ، ما رأيت في الدنيا أشد منه ، وكانت الهزيمة على الروم ، فلقد قتل صاحبهم ، وإنه لملفف في ثوبه ، وكان لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة ، فقتلبأجنادين من المسلمين : نعيم بن عبد الله النحام ، وهشام بن العاص بن وائل ، وعمرو بن عكرمة ، والطفيل بن عمرو الدوسي ، حليف لهم ، وعبد الله بن عمرو وجندب بن عمرو بن حممسة الدوسي ، وضرار بن [ ص: 190 ] الأزور ، وطليب بن عمرو بن وهب ، ومسلمة بن هشام بن المغيرة ، وهبار بن سفيان بن الأسود ، والحارث بن الحارث ، والحجاج بن الحارث ، وقيس بن صخر ، ونعيم بن عامر .