الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب ما جاء في المؤمن يفدى بالكافر، فيقال هذا فداؤك من النار، والكافر لا يؤخذ منه فدية ولا تنفعه شفاعة.

84 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو حامد بن بلال البزاز، ثنا أبو الأزهر، ثنا أبو أسامة، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة دفع إلى كل مؤمن رجل من أهل الملل، فقيل له: هذا فداؤك من النار".  

85 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أنبأ الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، فذكره بإسناده إلا أنه قال: "دفع إلى كل مسلم يهودي، أو نصراني فيقال: هذا فكاكك من النار" ورواه مسلم في الصحيح، عن أبي بكر بن أبي شيبة ح.

86 - وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف المصري بمكة، ثنا أبو بكر بن أحمد بن محمد بن أبي الموت المكي، إملاء، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عفان بن مسلم الصفار، عن همام، ثنا قتادة، أن عونا، وسعيد بن يعني ابن أبي بردة حدثاه أنهما، سمعا أبا بردة، يحدث عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يموت رجل مسلم إلا أدخل مكانه يهوديا أو نصرانيا" فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 95 ] قال: فحلف له. قال: ولم يحدثني سعيد أنه استحلفه، ولم ينكر على عون قوله رواه مسلم في الصحيح، عن أبي بكر بن شيبة، عن عفان.

87 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا يحيى بن صالح ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أنبأ أبو سهل بن زياد القطان، ثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي، ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، ثنا يزيد بن سعيد، من ذي عصوان، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة بعث الله إلى كل مؤمن ملكا معه كافر فيقول الملك للمؤمن: يا مؤمن هاك هذا الكافر فهو فداؤك من النار" لفظ حديث الديرعاقولي. وفي رواية عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة، أعطى الله كل رجل من هذه الأمة رجلا من الكفار، فيقال له: هذا فداؤك من النار".

88 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن القطان، أنبأ أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عمر بن عبد الله بن رزين، ثنا جعفر بن الحارث، عن عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي، عن أبي بكر بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى الأشعري، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذه الأمة أمة مرحومة لا عذاب عليها عذابها بأيديها فإذا كان يوم القيامة أعطي كل رجل منهم رجلا من أهل الأديان فكان فكاكه من النار". [ ص: 96 ]

89 - وأخبرنا أبو الحسن العلوي، أنبأ أبو حامد بن الشرقي، ثنا حمدان السلمي، ثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا زهير بن محمد، عن أبي النضر، عن أبي بردة، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمتي مرحومة جعل الله عذابها بأيديها فإذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل رجل من المسلمين رجلا من أهل الأديان، فكان فداه من النار" ووجه هذا عندي والله أعلم أن الله تعالى قد أعد للمؤمن مقعدا في الجنة ومقعدا في النار كما روي في حديث أنس بن مالك. كذلك الكافر كما روي في حديث أبي هريرة، فالمؤمن يدخل الجنة بعدما يرى مقعده من النار ليزداد شكرا والكافر يدخل النار بعد ما يرى مقعده من الجنة لتكون عليه حسرة، فكأن الكافر يورث على المؤمن مقعده من الجنة، والمؤمن يورث على الكافر مقعده من النار فيصير في التقدير كأنه فدى المؤمن بالكافر. وبالله التوفيق.

التالي السابق


الخدمات العلمية