الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب ما جاء في آخر من يخرج من النار، ويدخل الجنة.

94 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو نضر الفقيه، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا إبراهيم بن سعد ح وأخبرنا أبو عمرو البسطامي، ثنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني المنيعي، ثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤية: "حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من النار من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله أن يرحمه  ممن يقول: لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ويبقي رجل مقبل بوجهه عن النار وهو آخر أهل الجنة دخول الجنة فيقول أي رب اصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبني ريحها فأحرقني ذكاؤها فيدعو الله بما شاء أن يدعوه، ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل عسيت إن فعلت ذلك أن تسألني غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، [ ص: 100 ] ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله، فيصرفه الله عن النار، فإذا أقبل على الجنة فرآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول: أي رب قربني إلى باب الجنة فيقول الله: أليس قد أعطيتني عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيتك ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول: أي رب لا أكون أشقى خلقك، فيدعو الله حتى يقول له: فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن لا تسألني غيره. فيقول: لا وعزتك لا أسأل غيره. ويعطي الله ما شاء من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا قام على باب الجنة انفقهت له الجنة فرأى ما فيها من الخير والسرور. فيسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب أدخلني الجنة. فيقول الله تعالى: ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير ما أعطيتك؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك. فيقول: أي رب لا أكون أشقى خلقك. فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله منه فإذا ضحك الله منه، قال: ادخل الجنة فإذا دخلها قال الله له: تمنه فيسأل ربه ويتمنى حتى أن الله عز وجل ليذكره، يقول: من كذا أو كذا، حتى إذا انقطعت به الأماني. قال الله تعالى: ذلك لك، ومثله معه" قال عطاء بن يزيد، وأبو سعيد الخدري، مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئا، حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله عز وجل قال لذلك الرجل: ومثله معه قال أبو سعيد: وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة، قال أبو هريرة: ما حفظت إلا قوله، وذلك له ومثله معه. قال أبو سعيد: أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ذلك: "وله عشرة أمثاله". قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة .

رواه البخاري في الصحيح، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد وأخرجه مسلم من حديث يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، والضحك [ ص: 101 ] المذكور فيه قد مضى تأويله في كتاب "الأسماء والصفات" ومعناه يرجع إظهار كرامته ورحمته.

التالي السابق


الخدمات العلمية