الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ روز ]

                                                          روز : الروز : التجربة ، رازه يروزه روزا : جرب ما عنده وخبره . وفي حديث مجاهد في قوله تعالى : ومنهم من يلمزك في الصدقات قال : يروزك ويسألك . الروز : الامتحان والتقدير . يقال : رزت ما عند فلان إذا اختبرته وامتحنته ، المعنى يمتحنك ويذوق أمرك : أتخاف لائمته أم لا ، ومنه حديث البراق : فاستصعب فرازه جبريل - عليه السلام - بإذنه أي : اختبره . ويقال : رز فلانا ورز ما عند فلان . قال أبو بكر : قولهم : قد رزت ما عند فلان أي : طلبته وأردته ، قال أبو النجم يصف البقر وطلبها الكنس من الحر :


                                                          إذا رازت الكنس إلى قعورها واتقت اللافح من حرورها



                                                          يعني طلبت الظل في قعور الكنس . وراز الحجر روزا : رزنه ليعرف ثقله . والراز : رأس البنائين ، قال : أراه لأنه يروز الحجر واللبن ويقدرهما ، والجمع الرازة ، وحرفته الريازة ، قال : وقد يستعمل ذلك لرأس كل صناعة ، قال أبو منصور : كأنه جعل الراز وهو البناء من راز يروز إذا امتحن عمله فحذقه وعاود فيه . قال أبو عبيدة : يقال : راز الرجل صنعته إذا قام عليها وأصلحها ، وقال في قول الأعشى :


                                                          فعادا لهن ورازا لهن     واشتركا عملا وائتمارا



                                                          قال : يريد قاما لهن . وفي الحديث : كان راز سفينة نوح جبريل - عليه السلام - والعامل نوح يعني رئيسها ورأس مدبريها . الفراء : المرازان الثديان وهما النجدان ، وأنشد غيره :


                                                          فروزا الأمر الذي تروزان



                                                          ابن الأعرابي : رازى فلان فلانا إذا اختبره ، قال أبو منصور : قوله رازاه إذا اختبره مقلوب أصله راوزه فأخر الواو وجعلها ألفا ساكنة ، وإذا نسبوا إلى الري قالوا رازي ، ومنه قول ذي الرمة :


                                                          وليل كأثناء الرويزي جبته



                                                          أراد بالرويزي ثوبا أخضر من ثيابهم شبه سواد الليل به ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية