الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ رهط ]

                                                          رهط : رهط الرجل : قومه وقبيلته . يقال : هم رهطه دنية . والرهط : عدد يجمع من ثلاثة إلى عشرة ، وبعض يقول من سبعة إلى عشرة ، وما دون السبعة إلى الثلاثة نفر ، وقيل : الرهط ما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة . قال الله تعالى : وكان في المدينة تسعة رهط ، فجمع ولا واحد له من لفظه مثل ذود ، ولذلك إذا نسب إليه نسب على لفظه فقيل : رهطي ، وجمع الرهط أرهط وأرهاط وأراهط . قال ابن سيده : والسابق إلي من أول وهلة أن أراهط جمع أرهط لضيقه عن أن يكون جمع رهط ، ولكن سيبويه جعله جمع رهط ، قال : وهي أحد الحروف التي جاء بناء جمعها على غير ما يكون في مثله ، ولم تكسر هي على بنائها في الواحد ، قال : وإنما حمل سيبويه على ذلك علمه بعزة جمع الجمع ؛ لأن الجموع إنما هي للآحاد ، وأما جمع الجمع ففرع داخل على فرع ، ولذلك حمل الفارسي قوله تعالى : ( فرهن مقبوضة ) فيمن قرأ به ، على باب سحل وسحل وإن قل ، ولم يحمله على أنه جمع رهان الذي هو تكسير رهن لعزة هذا في كلامهم . وقال الليث : يجمع الرهط من الرجال . أرهطا ، والعدد أرهطة ثم أراهط ، قال الشاعر :


                                                          يا بؤس للحرب التي وضعت أراهط فاستراحوا



                                                          وشاهد الأرهط قول رؤبة :


                                                          هو الذليل نفرا في أرهطه



                                                          وقال آخر :


                                                          وفاضح مفتضح في أرهطه



                                                          وقد يكون الرهط من العشرة ، الليث : تخفيف الرهط أحسن من تثقيله . وروى الأزهري عن أبي العباس أنه قال : المعشر والرهط والنفر والقوم ، هؤلاء معناهم الجمع ولا واحد لهم من لفظهم ، وهو للرجال دون النساء ، قال : والعشيرة أيضا الرجال ، وقال ابن السكيت : العترة هو الرهط . قال أبو منصور : وإذا قيل بنو فلان رهط فلان فهو ذو قرابته الأدنون ، والفصيلة أقرب من ذلك . ويقال : نحن ذوو ارتهاط أي : ذوو رهط من أصحابنا ، وفي حديث ابن عمر : فأيقظنا ونحن ارتهاط أي : فرق مرتهطون ، وهو مصدر أقامه مقام الفعل ، كقول الخنساء :


                                                          فإنما هي إقبال وإدبار



                                                          أي : مقبلة ومدبرة أو على معنى ذوي ارتهاط ، وأصل الكلمة من الرهط ، وهم عشيرة الرجل وأهله ، وقيل : الرهط من الرجال ما دون العشرة ، وقيل : إلى الأربعين ولا يكون فيهم امرأة . والرهط : جلد ، قدر ما بين الركبة والسرة ، تلبسه الحائض ، وكانوا في الجاهلية يطوفون عراة ، والنساء في أرهاط . قال ابن سيده : والرهط جلد طائفي يشقق تلبسه الصبيان والنساء الحيض ، قال أبو المثلم الهذلي :


                                                          متى ما أشأ غير زهو الملو     ك أجعلك رهطا على حيض



                                                          ابن الأعرابي : الرهط جلد يقد سيورا ، عرض السير أربع أصابع أو شبر تلبسه الجارية الصغيرة قبل أن تدرك ، وتلبسه أيضا وهي حائض ، قال : وهي نجدية ، والجمع رهاط ، قال الهذلي :


                                                          بضرب في الجماجم ذي فروغ     وطعن مثل تعطيط الرهاط



                                                          وقيل : الرهاط واحد وهو أديم يقطع كقدر ما بين الحجزة إلى الركبة ثم يشقق كأمثال الشرك تلبسه الجارية بنت السبعة ، والجمع أرهطة . ويقال : هو ثوب تلبسه غلمان الأعراب أطباق بعضها فوق بعض أمثال المراويح ، وأنشد بيت الهذلي :


                                                          مثل تعطيط الرهاط



                                                          وقال ابن الأعرابي : الرهط مئزر الحائض يجعل جلودا مشققة إلا موضع الفلهم . وقال أبو طالب النحوي : الرهط يكون من جلود ومن صوف ، والحوف لا يكون إلا من جلود . والترهيط : عظم اللقم وشدة الأكل والدهورة ، وأنشد :


                                                          يا أيها الآكل ذو الترهيط



                                                          والرهطة والرهطاء والراهطاء ، كله من جحرة اليربوع ، وهي أول حفيرة يحتفرها ، زاد الأزهري : بين القاصعاء والنافقاء يخبأ فيه أولاده . أبو الهيثم : الراهطاء التراب الذي يجعله اليربوع على فم القاصعاء وما وراء ذلك ، وإنما يغطي جحره حتى لا يبقى إلا على قدر ما يدخل الضوء منه ، قال : وأصله من الرهط وهو جلد يقطع سيورا يصير بعضها فوق بعض ثم يلبس للحائض تتوقى وتأتزر به . قال : وفي الرهط فرج ، كذلك في القاصعاء مع الراهطاء فرجة يصل بها إليه الضوء . قال : والرهط أيضا عظم اللقم ، سميت راهطاء لأنها في داخل فم الجحر كما أن اللقمة في داخل الفم . الجوهري : والراهطاء مثل الداماء ، وهي أحد جحرة اليربوع التي يخرج منها التراب ويجمعه ، وكذلك الرهطة مثال الهمزة . والرهطى : طائر يأكل التين عند خروجه من ورقه صغيرا ويأكل زمع عناقيد العنب ويكون ببعض سروات الطائف ، وهو الذي يسمى عير السراة ، والجمع رهاطى . ورهط : موضع ، قال أبو قلابة الهذلي :

                                                          [ ص: 245 ]

                                                          يا دار أعرفها وحشا منازلها     بين القوائم من رهط فألبان



                                                          ورهاط : موضع بالحجاز وهو على ثلاث ليال من مكة ، قال أبو ذؤيب :


                                                          هبطن بطن رهاط واعتصبن كما     يسقي الجذوع خلال الدار نضاح



                                                          ومرج راهط : موضع بالشام كانت به وقعة . التهذيب : ورهاط موضع في بلاد هذيل . وذو مراهط : اسم موضع آخر ، قال الراجز يصف إبلا :


                                                          كم خلفت بليلها من حائط     ودغدغت أخفافها من غائط
                                                          منذ قطعنا بطن ذي مراهط     يقودها كل سنام عائط
                                                          لم يدم دفاها من الضواغط



                                                          قال : ووادي رهاط في بلاد هذيل . الأزهري في ترجمة رمط ، قال : الرمط مجتمع العرفط ونحوه من الشجر كالغيضة ، قال : وهذا تصحيف ، سمعت العرب تقول للحرجة الملتفة من السدر غيض سدر ورهط سدر . وقال ابن الأعرابي : يقال فرش من عرفط ، وأيكة من أثل ، ورهط من عشر ، وجفجف من رمث ، قال : وهو بالهاء لا غير ، ومن رواه بالميم فقد صحف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية