الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5038 ) فصل : وإن عاقد رجل رجلا ، فقال : عاقدتك على أن ترثني وأرثك ، وتعقل عني وأعقل عنك . فلا حكم لهذا العقد ولا يتعلق به إرث ولا عقل . وبه قال الشافعي . وقال الحكم ، وحماد ، وأبو حنيفة : هو عقد صحيح ولكل واحد منهما أن يرجع عنه ، ما لم يعقل واحد عن الآخر ، فإذا عقل عنه ، لزم ، ويرثه إذا لم يخلف ذا رحم ; لقوله تعالى : { والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم } . ولأن هذا كالوصية ، ووصية الذي لا وارث له بجميع ماله جائزة .

                                                                                                                                            ولنا ، قول النبي صلى الله عليه وسلم { : إنما الولاء لمن أعتق } . ولأن أسباب التوارث محصورة في رحم ونكاح وولاء ، وليس هذا منها ، والآية منسوخة بآية الميراث ، ولذلك لا يرث مع ذي رحم شيئا . قال الحسن : نسختها : { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله } . وقال مجاهد : فآتوهم نصيبهم من العقل والنصرة والرفادة . وليس هذا بوصية ; لأن الوصي لا يعقل ، فله الرجوع ، وهذا عندهم بخلافه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية