الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4953 ) فصل : ومن كان رقيقا حين موت موروثه ، فأعتق قبل القسمة ، لم يرث . نص عليه أحمد رضي الله عنه في رواية محمد بن الحكم ، وفرق بين الإسلام والعتق ، وعلى هذا جمهور الفقهاء من الصحابة ، ومن بعدهم . وروي عن ابن مسعود أنه سئل عن رجل مات ، وترك أباه عبدا ، فأعتق قبل أن يقسم ميراثه ، فقال : له ميراثه . [ ص: 250 ] وحكي عن مكحول ، وقتادة ، أنهما ورثا من أعتق قبل القسمة ; لأن المانع من الميراث زال قبل القسمة فأشبه ما لو أسلم ، قال أبو الحسن التميمي : يخرج على قول من ورث المسلم ، أن يورث العبد إذا أعتق . وليس بصحيح ; فإن الإسلام قربة وهو أعظم الطاعات ، والقرب ورد الشرع بالتأليف عليها ، فورد الشرع بتوريثه ، ترغيبا له في الإسلام ، وحثا عليه ، والعتق لا صنع له فيه ، ولا يحمد عليه ، فلم يصح قياسه عليه ، ولولا ما ورد من الأثر من توريث من أسلم ، لكان النظر يقتضي أن لا يرث من لم يكن من أهل الميراث حين الموت ; لأن الملك ينتقل به إلى الورثة ، فيستحقونه ، فلا يبقى لمن حدث شيء ، ولكن خالفناه في الإسلام للأثر ، وليس في العتق أثر يجب التسليم له ، ولا هو في معنى ما فيه الأثر ، فيبقى على موجب القياس .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية