الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5086 ) الفصل الرابع : أنه يفرق بينهم حيث كانوا من الأمصار ، ويجب تعميمهم به حسب الإمكان . وهذا قول الشافعي . وقال بعضهم : يخص أهل كل ناحية بخمس مغزاها الذي ليس لهم مغزى سواه ، فما يؤخذ من مغزى الروم لأهل الشام والعراق ، وما يؤخذ من مغزى الترك لمن في خراسان من ذوي القربى ; لما يلحق من المشقة في نقله من المشرق إلى المغرب ، ولأنه يتعذر تعميمهم به ، فلم يحب ، كسائر أهل السهم . ووجه الأول أنه سهم مستحق بقرابة الأب ، فوجب دفعه إلى جميع المستحقين ، كالميراث

                                                                                                                                            فعلى هذا يبعث الإمام إلى عماله في الأقاليم ، وينظر كم حصل من ذلك ؟ فإن استوت فيه ، فرق كل خمس في من قاربه ، وإن اختلفت ، أمر بحمل [ ص: 318 ] الفضل ليدفع إلى مستحقه ، كالميراث . وفارق الصدقة ، حيث لا تنقل ; لأن كل بلد يكاد لا يخلو من صدقة تفرق على فقراء أهله ، والخمس يؤخذ في بعض الأقاليم ، فلو لم ينقل لأدى إلى إعطاء البعض وحرمان البعض . والصحيح ، إن شاء الله ، أنه لا يجب التعميم ; لأنه يتعذر ، فلم يجب ، كتعميم المساكين .

                                                                                                                                            وما ذكر من بعث الإمام عماله وسعاته ، فهو متعذر في زماننا ; لأن الإمام لم يبق له حكم إلا في قليل من بلاد الإسلام ، ولم يبق له جهة في الغزو ، ولا له فيه أمر ، ولأن هذا سهم من سهام الخمس ، فلم يجب تعميمه ، كسائر سهامه . فعلى هذا يفرقه كل سلطان فيما أمكن من بلاده .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية