الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4849 ) فصل : وإن كان الكسر على ثلاثة أحياز ، نظرت ، فإن كانت متماثلة كثلاث جدات وثلاث بنات وثلاثة أعمام ، ضربت أحدها في المسألة ، فما بلغ فمنه تصح المسألة ، ولكل واحد منهم بعد التصحيح مثل ما كان لجماعتهم . وإن كانت متناسبة ، كجدتين وخمس بنات وعشرة أعمام ، اجتزأت بأكثرها ، وهي العشرة ، فضربتها في المسألة ، تكن ستين ، ومنها تصح . وإن كانت متباينة ، مثل أن يكون الأعمام في هذه المسألة ثلاثة ، ضربت بعضها في بعض ، تكن ثلاثين ، ثم ضربتها في المسألة ، تكن مائة وثمانين .

                                                                                                                                            وإن كانت متوافقة ، كست جدات وتسع بنات وخمسة عشر عما ، ضربت وفق عدد منها في جميع الآخر ، فما بلغ وافقت بينه وبين الثالث ، وضربت وفقه في جميع الثالث ثم اضرب ما معك في أصل المسألة ، فما بلغ فمنه تصح . وإن تماثل اثنان منها وباينهما الثالث ، أو وافقهما ، ضربت أحد المتماثلين في جميع الثالث ، أو في وفقه إن كان موافقا ، فما بلغ ضربته في المسألة .

                                                                                                                                            وإن تناسب اثنان ، وباينهما الثالث ، ضربت أكثرهما في جميع الثالث ، أو في وفقه إن كان موافقا ، ثم في المسألة ، وإن توافق اثنان ، وباينهما الثالث ، ضربت وفق أحدهما في جميع الآخر ، ثم في الثالث ، وإن تباين اثنان ، ووافقهما الثالث ، كأربعة أعمام ، وست جدات ، وتسع بنات ، أجزأك ضرب أحد [ ص: 182 ] المتباينين في الآخر ، ثم تضربه في المسألة ، ويسمى هذا الموقوف المقيد ; لأنك إذا أردت وقف أحدهما ، لم يقف إلا الستة ، ولو وقفت غيرها ، مثل أن تقف التسعة .

                                                                                                                                            وترد الستة إلى الاثنين لدخلا في الأربعة ، وأجزأك ضرب الأربعة في التسعة ، ولو وقفت الأربعة ، رددت الستة إلى ثلاثة ، ودخلت في التسعة وأجزأك ضرب الأربعة في التسعة . فأما إن كانت الأعداد الثلاثة متوافقة ، فإنه يسمى الموقوف المطلق ، وفي عملها طريقان ; أحدهما ، ما ذكرناه من قبل ، وهو طريق الكوفيين . والثاني ، طريق البصريين ، وهو أن تقف أحد الثلاثة ، وتوافق بينه وبين الآخرين ، وتردهما إلى وفقهما ، ثم تنظر في الوقفين ، فإن كانا متماثلين ضربت أحدهما في الموقوف .

                                                                                                                                            وإن كانا متناسبين ، ضربت أكثرهما ، وإن كانا متباينين ، ضربت أحدهما في الآخر ، ثم في الموقوف ، وإن كانا متوافقين ، ضربت وفق أحدهما في جميع الآخر ، ثم في الموقوف ، فما بلغ ضربته في المسألة ومثال ذلك : عشر جدات واثنا عشر عما وخمس عشرة بنتا ، فقف العشرة ، توافقها الاثنا عشر بالنصف ، فترجع إلى ستة ، وتوافقها الخمس عشرة بالأخماس ، فترجع إلى ثلاثة ، وهي داخلة في الستة ، فتضرب الستة في العشرة ، تكن ستين ، ثم في المسألة ، تكن ثلاثمائة وستين .

                                                                                                                                            وإن وقفت الاثنا عشر ، رجعت العشرة إلى نصفها خمسة ، والخمس عشرة إلى ثلثها خمسة ، وهما متماثلان ، فتضرب خمسة في اثني عشر تكن ستين ، وإن وقفت الخمس عشرة ، رجعت العشرة إلى اثنين ، والاثنا عشر إلى أربعة ، ودخل الاثنان في الأربعة ، فتضربها في الخمس عشرة ، تكن ستين في المسألة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية