[ ص: 326 ] مسألة ; قال : ( والعاملين على الزكاة ، وهم الجباة لها ، والحافظون لها ) يعني العاملين على الزكاة ، وهم الصنف الثالث من أصناف الزكاة  ، وهم السعاة الذين يبعثهم الإمام لأخذها من أربابها ، وجمعها وحفظها ونقلها ، ومن يعينهم ممن يسوقها ويرعاها ويحملها ، وكذلك الحاسب والكاتب والكيال والوزان والعداد ، وكل من يحتاج إليه فيها فإنه يعطى أجرته منها ; لأن ذلك من مؤنتها ، فهو كعلفها ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث على الصدقة سعاة ، ويعطيهم عمالتهم ، { فبعث  عمر  ،  ومعاذا  ، وأبا موسى  ، ورجلا من بني مخزوم  ، وابن اللتبية  ، وغيرهم . وطلب منه ابنا عمه  الفضل بن العباس  ،  وعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث  ، أن يبعثهما ، فقالا : يا رسول الله ، لو بعثتنا على هذه الصدقة ، فنصيب ما يصيب الناس ، ونؤدي إليك ما يؤدي الناس ؟ فأبى أن يبعثهما ، وقال : إن هذه الصدقة أوساخ الناس   } . وهذه قصص اشتهرت ، فصارت كالمتواتر ، وليس فيه اختلاف ، مع ما ورد من نص الكتاب فيه فأغنى عن التطويل . 
				
						
						
