الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2505 ثم قال : لا يجوز نكاح بغير شاهدين ، فإن تزوج بشهادة محدودين جاز ، وإن تزوج بشهادة عبدين لم يجز .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : ثم قال بعض الناس المذكور ، وأراد به إثبات التناقض فيما ذهب إليه أبو حنيفة ، ولكن لا يمشي أصلا لأن حالة التحمل لا تشترط فيها العدالة كما ذكر عن بعض الصحابة أنه تحمل في حال كفره ثم أدى بعد إسلامه ، وذلك لأن الغرض شهرة النكاح ، وذلك حاصل بالعدل وغيره عند التحمل ، وأما عند الأداء فلا يقبل إلا العدل .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فإن تزوج " إلى آخره أيضا إثبات التناقض فيه ، وليس فيه تناقض لأن عدم جواز النكاح بغير شاهدين بالنص ، وأما التزوج بشهادة محدودين فقد ذكرنا أن المراد من ذلك شهرة النكاح ، وذلك حاصل بشهادة المحدودين ، وأما عدم جواز التزوج بشهادة عبدين فلأن الأصل فيه أن كل من ملك القبول بنفسه انعقد العقد بحضوره ، ومن لا فلا ، فإذا كان كذلك لا ينعقد بحضور عبدين أو صبيين أو مجنونين ، فمن أين التناقض يرد ، ومن أين الاعتراض الصادر من غير تأمل في دقائق الأشياء .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية