الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  سيقت هذه الآية كلها في رواية كريمة ، وفي رواية أبي ذر زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين الآية ، وفي رواية أبي زيد المروزي حب الشهوات الآية ، وكانت رواية الإسماعيلي مثل رواية أبي ذر ، وزاد : إلى قوله : ذلك متاع الحياة الدنيا

                                                                                                                                                                                  قوله : زين للناس أي : في هذه الدنيا من أنواع الملاذ من النساء ، فبدأ بهن لأن الفتنة بهن أشد لقوله صلى الله عليه وسلم في ( الصحيح ) : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " فإذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه لقوله صلى الله عليه وسلم : الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة . . الحديث ، ثم ذكر البنين فلا يخلو حبهم إما أن يكون للتفاخر والزينة فهو داخل فيها ، وإما أن يكون لتكثير النسل وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهذا محمود ممدوح كما في الحديث : تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                  قوله : والقناطير المقنطرة اختلف المفسرون في مقدار القنطار على أقوال ، فقال الضحاك : المال الجزيل ، وقيل : ألف دينار ، وقيل : ألف ومائتان ، وقيل : اثنا عشر ألفا ، وقيل : أربعون ألفا ، وقيل : سبعون ألفا ، وقيل : ثمانون ألفا ، وروى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القنطار اثنا عشر ألف أوقية ، كل أوقية خير مما بين السماء والأرض ، ورواه ابن ماجه أيضا ، وروى ابن أبي حاتم ، حدثنا أبي ، حدثنا عارم ، عن حماد ، عن سعيد الحرشي ، عن أبي نصرة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال : القنطار ملء مسك الثور ذهبا ، وروي عن حماد مرفوعا والموقوف أصح ، وعن سعيد بن جبير : القنطار مائة ألف دينار .

                                                                                                                                                                                  قوله : " المقنطرة " مبنية من لفظ القنطار للتوكيد كقولهم : ألف مؤلفة وبدرة مبدرة .

                                                                                                                                                                                  قوله : والخيل المسومة أي : المعلمة والأنعام الأزواج الثمانية .

                                                                                                                                                                                  قوله : والحرث بمعنى الأراضي المتخذة للغراس والزراعة ، وروى أحمد من حديث سويد بن هبيرة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : " خير مال امرئ مهرة مأمورة أو سكة مأبورة " المأمورة الكثيرة النسل ، والسكة النخيل المصطف ، والمأبورة الملقحة .

                                                                                                                                                                                  قوله : ذلك أي : المذكور متاع الحياة الدنيا أي : إنما هذه زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة .

                                                                                                                                                                                  قوله : والله عنده حسن المآب أي : حسن المرجع والثواب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية