الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  في رواية أبي ذر إلى عاملون وبقية هذه الآية بعد بنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون

                                                                                                                                                                                  ثم من بعد هذه الآية إلى قوله : هم لها عاملون ثمان آيات أخرى فالجملة تسع آيات ساقها الكرماني كلها في شرحه ، ثم قال : غرض البخاري من ذكر الآية أن المال مطلقا ليس خيرا .

                                                                                                                                                                                  قوله : أيحسبون الآية نزلت في الكفاء وليست بمعارضة لدعائه صلى الله عليه وسلم لأنس بكثرة المال والولد ، والمعنى أيحسبون أن ما نمدهم به أي : نعطيهم ونزيدهم من مال وبنين مجازاة لهم وخيرا بل هو استدراج لهم ، ثم بين المسارعين إلى الخيرات من هم فقال : إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون أي : خائفون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون أي : يصدقون ، وهذه الآية والتي بعدها في مدح هؤلاء المتقين .

                                                                                                                                                                                  قوله : " : والذين يؤتون أي : يعطون ما أعطوا من . . . . والصدقات ، والحال أن قلوبهم وجلة أي : خائفة أن لا يقبل منهم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يسارعون " يقول : سارعت وأسرعت بمعنى واحد إلا أن سارعت أبلغ من أسرعت .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وهم لها " أي : إليها والتقدير : وهم يسابقونها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلا وسعها " يعني إلا ما يسعها .

                                                                                                                                                                                  قوله : ولدينا كتاب يعني اللوح المحفوظ ينطق بالحق يعني يشهد بما عملوه .

                                                                                                                                                                                  قوله : بل قلوبهم في غمرة إضراب عن وصف المتقين وشروع في وصف الكفار أي : في غفلة عن الإيمان بالقرآن ، قاله مقاتل ، وقيل : في عماية من هذا أي : من القرآن .

                                                                                                                                                                                  قوله : ولهم أعمال من دون ذلك أي : أعمال سيئة دون الشرك ، وقيل : دون أعمال المؤمنين .

                                                                                                                                                                                  قوله : هم لها عاملون إخبار عما سيعملونه من الأعمال الخبيثة التي كتبت عليهم لا بد أن يعملوها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية