الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6225 5 - حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، عن يونس ، عن ابن شهاب قال : وأخبرني عطاء بن يزيد أنه سمع أبا هريرة يقول : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين ، فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، ويونس هو ابن يزيد الأيلي ، وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في أواخر كتاب الجنائز ، فإنه أخرجه هناك عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن الزهري قال : أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أنه سمع أبا هريرة . . . إلى آخره ، قال هناك : أخبرني عطاء بن يزيد كما رأيت ، وقال هنا : قال : وأخبرني عطاء بن يزيد بواو العطف على محذوف ، كأنه حدث قبل ذلك بشيء ثم حدث بحديث عطاء .

                                                                                                                                                                                  قوله : " عن ذراري المشركين " بتشديد الياء وتخفيفها جمع ذرية ، وذرية الرجل أولاده ، ويكون واحدا وجمعا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " الله أعلم بما كانوا عاملين " غرض البخاري من هذا الرد على الجهمية في قولهم : إن الله لا يعلم أفعال العباد حتى يعملوها - تعالى الله عن ذلك القول - وأخبر الشارع في هذا الحديث أن الله يعلم ما لا يكون أن لو كان كيف يكون ، فأحرى أن يعلم ما يكون وما قدره وقضاه في كونه ، وهذا يقوي ما ذهب إليه أهل السنة أن القدر هو علم الله وغيبه الذي استأثر به ، فلم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ، وقال الداودي : لا أعلم لهذا الحديث وجها إلا أن الله أعلم بما يعمل به لأنه سبحانه علم أن هؤلاء لا يتأخرون عن آجالهم ولا يعملون شيئا ، قد أخبر أنهم ولدوا على الفطرة أي : الإسلام ، وأن آباءهم يهودونهم وينصرونهم كما أن البهيمة تولد سليمة من الجدع والخصا وغير ذلك مما يعمل الناس بها حتى يصنع ذلك بها وكذلك الولدان .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية