الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6938 2 - حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا غندر ، حدثنا شعبة ، عن أبي حصين والأشعث بن سليم ، سمعا الأسود بن هلال ، عن معاذ بن جبل قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا معاذ ، أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، أتدري ما حقهم عليه ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أن لا يعذبهم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : أن يعبدوه ; لأن معناه أن يوحدوه ، ولهذا عطف عليه بالواو التفسيرية .

                                                                                                                                                                                  وغندر هو محمد بن جعفر ، وأبو حصين بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين عثمان بن عاصم الأسدي ، والأشعث بن سليم بضم السين مصغر سلم ، وهو الأشعث بن أبي الشعثاء المحاربي ، والأسود بن هلال المحاربي الكوفي .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الإيمان ، عن أبي موسى وبندار ، ومر مثله من حديث أنس عن معاذ في اللباس ، وفي الرقاق عن هدبة بن خالد ، وفي الاستئذان عن موسى بن إسماعيل ، وفي الجهاد عن عمرو بن ميمون عن معاذ بن جبل ، أخرجه عن إسحاق بن إبراهيم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ما حقهم عليه " أي : ما حق العباد على الله ؟ هذا من باب المشاكلة كما في قوله تعالى : ومكروا ومكر الله وإما أن يراد به الثابت أو الواجب الشرعي بإخباره عنه ، أو كالواجب في تحقق وجوبه ، وليس ذلك بإيجاب العقل ، وبظاهره احتجت المعتزلة في قولهم : تجب على الله المغفرة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية