الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7043 107 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، قال علي: وقال غيره: صفوان، ينفذهم ذلك، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. قال علي: وحدثنا سفيان، حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة بهذا. قال سفيان: قال عمرو: سمعت عكرمة حدثنا أبو هريرة، قال علي: قلت لسفيان قال: سمعت عكرمة قال: سمعت أبا هريرة قال: نعم، قلت لسفيان: إن إنسانا روى عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة يرفعه أنه قرأ فرغ، قال سفيان: هكذا قرأ عمرو فلا أدري سمعه هكذا أم لا، قال سفيان: وهي قراءتنا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "فإذا فزع عن قلوبهم" وعلي بن عبد الله هو المديني، وسفيان هو ابن عيينة، وعمرو هو ابن دينار. ومضى هذا الحديث بهذا السند في تفسير سورة الحجر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يبلغ به النبي صلى الله تعالى عليه وسلم" أي: يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إذا قضى الله الأمر" ووقع في حديث ابن مسعود "إذا تكلم الله بالوحي".

                                                                                                                                                                                  قوله: "خضعانا" قال بعضهم: هو مصدر كغفران، قلت: قال الخطابي وغيره: هو جمع خاضع، وهذا أولى وانتصابه على الحالية.

                                                                                                                                                                                  قوله: "كأنه" أي: كأن الصوت الحاصل من ضرب أجنحتهم صوت السلسلة على صفوان وهو الحجر الأملس.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال علي" هو ابن المديني الراوي "قال غيره" أي: غير سفيان "صفوان ينفذهم ذلك" يعني بزيادة لفظ الإنفاذ أي: ينفذ الله ذلك الأمر أو القول إلى الملائكة، ويروى من النفوذ أي: ينفذ ذلك إليهم أو عليهم، ويحتمل أن يراد أن غير سفيان "قال صفوان" بفتح الفاء باختلاف الطريقين في الفتح والسكون لا غير، ويكون "ينفذهم" غير مختص بالغير بل مشترك بين سفيان وغيره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فإذا فزع" قد مضى تفسيره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال علي" هو ابن المديني أيضا "حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو عن عكرمة، عن أبي هريرة بهذا" أي: بهذا الحديث أراد "بهذا" أن سفيان حدثه عن عمرو بلفظ التحديث لا بالعنعنة كما في الطريق الأولى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال سفيان قال عمرو" أي: قال سفيان بن عيينة: قال عمرو بن دينار: سمعت عكرمة قال: حدثنا أبو هريرة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال علي" هو ابن المديني أيضا. "قلت لسفيان بن عيينة قال عكرمة: قال: سمعت أبا هريرة، قال: نعم" أي: قال سفيان: نعم سمعته، وهذا يشعر بأن كلامه كان على سبيل الاستفهام من سفيان.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قلت لسفيان" أي: قال علي أيضا قلت لسفيان بن عيينة: إن إنسانا روى عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن أبي هريرة يرفعه أي: إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ "فرغ" بالراء والغين المعجمة من قولهم: فرغ الزاد إذا لم يبق منه شيء، قال سفيان: هكذا قرأ عمرو بالراء والغين المعجمة، قيل: كيف جازت القراءة إذا لم تكن مسموعة قطعا؟ وأجيب بأنه لعل مذهبه جواز القراءة بدون السماع إذا كان المعنى صحيحا.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فلا أدري سمعه هكذا أم لا" أي: أسمعه عمرو عن عكرمة، أو قرأها كذلك من قبل نفسه بناء على أنها قراءته.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال سفيان" أي: ابن عيينة وهي قراءتنا يعني بالراء والغين المعجمة يريد سفيان أنها قراءة نفسه، وقراءة من تبعه فيه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية