الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7045 109 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله: يا آدم فيقول: لبيك وسعديك فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته لحديث ابن مسعود الذي فيه "وسكن الصوت" وهو مطابق للترجمة التي فيها "فإذا فزع عن قلوبهم" والمطابق للمطابق للشيء مطابق لذلك الشيء. وشيخ البخاري يروي عن أبيه حفص بن غياث، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح ذكوان، عن أبي سعيد الخدري سعد بن مالك.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في تفسير سورة الحج بهذا السند بعينه بأتم منه وأطول، ومر أيضا في كتاب الأنبياء في باب قصة يأجوج ومأجوج.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يقول الله يا آدم " يعني يوم القيامة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فينادي" على صيغة المعلوم في رواية الأكثرين، وفي رواية أبي ذر بفتح الدال على صيغة المجهول، ولا محذور في رواية المعلوم; لأن قوله: "إن الله يأمرك" يدل ظاهرا على أن المنادي ملك يأمره الله تعالى بالنداء.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: حفص بن غياث تفرد بهذا الطريق، وقد قال أبو زرعة: ساء حفظه بعدما استقضى، ولهذا طعن أبو الحسن بن الفضل في صحة هذا الطريق.

                                                                                                                                                                                  قلت: ليس كذلك، وقد وافقه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الأعمش، أخرجه عبد الله بن أحمد في كتاب السنة له عن أبيه، عن المحاربي، وعن يحيى بن معين حفص بن غياث ثقة، وقال العجلي: ثقة مأمون، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ثبت إذا حدث من كتابه ويتقى بعض حفظه. وكان الرشيد ولاه قضاء بغداد فعزله وولاه قضاء الكوفة، وقال ابن أبي شيبة: ولي الكوفة ثلاث عشرة سنة وبغداد سنتين، ومات يوم مات ولم يخلف درهما، وخلف عليه تسعمائة درهم دينا وكان يقال: ختم القضاء بحفص بن غياث، وكانت وفاته في سنة أربع وتسعين ومائة، وصلى عليه الفضل بن عباس، وكان أمير الكوفة يومئذ وهو من جملة أصحاب أبي حنيفة رضي الله تعالى عنهما.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بعثا" بفتح الباء الموحدة وسكون العين المهملة وبالثاء المثلثة أي: طائفة شأنهم أن يبعثوا إلى النار، وتمامه قال: "وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون، قيل: وأينا ذلك الواحد يا رسول الله؟ قال: فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية