الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  7058 122 - حدثنا زهير بن حرب، حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة فقال: هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام أو إناء فيه شراب، فأقرئها من ربها السلام وبشرها ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "فأقرئها من ربها السلام" وهو بمعنى التسليم عليها.

                                                                                                                                                                                  وابن فضيل بالتصغير اسمه محمد، وعمارة بضم العين المهملة وتخفيف الميم ابن القعقاع، وأبو زرعة بضم الزاي وسكون الراء وبالعين المهملة اسمه هرم البجلي.

                                                                                                                                                                                  ومضى الحديث في المناقب في باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وفضلها رضي الله تعالى عنها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فقال: هذه خديجة أتتك" القائل هو جبريل عليه السلام وقد تقدم في المناقب أن أبا هريرة قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت الحديث، وهذاك يوضح هذا، ونقل الكرماني هذا هكذا، ثم قال: ومع هذا فالحديث غير مرفوع، بل هو موقوف يعني بالنظر إلى صورة هذا، فقول بعضهم: "جزمالكرماني أن هذا الحديث موقوف غير مرفوع" مردود، مجرد تشنيع عليه بلا وجه; لأن مقصوده بالنظر إلى ما ورد هنا مختصرا ولم يجزم بأنه موقوف.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أتتك" وفي رواية المستملي تأتيك بصيغة المضارع، وتقدم هناك أتت بغير ضمير.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بإناء فيه طعام أو إناء فيه شراب" هكذا رواية الأكثرين، وفي رواية الأصيلي وأبي ذر "بإناء فيه طعام أو إناء أو شراب". وقال الكرماني: ما معنى ما قاله ثانيا "أو إناء" ثم أجاب يعني قال: إناء فيه طعام أو أطلق الإناء، ولم يذكر ما فيه ولم يوجد في بعض النسخ الثاني، وفي بعض الروايات "أو إدام" مكانه، وهذا الترديد شك من الراوي، و"أو شراب" بالرفع والجر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ببيت" في التوضيح بيت الرجل قصره، وبيته داره وبيته شرفه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "من قصب" قال الكرماني: يريد به قصب الدر المجوف، وقيل: اصطلاح الجوهريين أن يقولوا "قصب من الدر وقصب من الجوهر" وقال الهروي: أراد بقصر من زمردة مجوفة أو من لؤلؤة مجوفة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا صخب فيه" أي: لا صياح ولا جلبة.

                                                                                                                                                                                  .قوله: "ولا نصب" أي: ولا تعب. وقال الداودي: يعني لا عوج.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية