( و ) القراءات ( السبع متواترة )  عند الأئمة الأربعة وغيرهم من الأئمة من علماء السنة . نقله السرخسي  من أصحاب  الشافعي  في كتاب الصوم من الغاية . وقال : قالت المعتزلة : آحاد انتهى . واستدل من قال : إنها آحاد كالطوفي  في شرحه . قال : والتحقيق أنها تواترت عنهم لا إليهم - بأن أسانيد الأئمة السبعة بهذه القراءات السبع إلى النبي صلى الله عليه وسلم موجودة في كتب القراءات . 
وهي نقل الواحد عن الواحد ، لم تستكمل شروط التواتر . ورد بأن انحصار الأسانيد في طائفة لا يمنع مجيء القراءات عن غيرهم . فقد كان يتلقى القراءة من كل بلد بقراءة إمامهم الذي من الصحابة أو من غيرهم : الجم الغفير عن مثلهم . وكذلك دائما ، فالتواتر حاصل لهم ، ولكن الأئمة الذين قصدوا ضبط الحروف وحفظوا شيوخهم فيها جاء السند من قبلهم . وهذا كالأخبار الواردة في حجة الوداع هي آحاد ، ولم تزل حجة الوداع منقولة عمن يحصل بهم التواتر عن مثلهم في كل عصر . 
فينبغي أن يتفطن لذلك ، ولا يغتر بقول من قال : إن أسانيد القراء تشهد بأنها آحاد . 
وإذا تقرر هذا ، فاستثنى  ابن الحاجب  ومن تبعه من المتواتر ما كان من قبيل صفة الأداء ، كالمد والإمالة وتخفيف الهمزة ونحوه . ومراده : مقادير المد وكيفية الإمالة لا أصل المد والإمالة . فإن ذلك متواتر قطعا . فالمقادير ، كمد  حمزة  وورش    . فإنه قدر ست ألفات . وقيل : خمس . وقيل : أربع . ورجحوه . ومد  عاصم    : قدر ثلاث ألفات ،  والكسائي    : قدر ألفين ونصف وقالون : قدر ألفين ، والسوسي    : قدر ألف ونصف ونحو ذلك . وكذلك الإمالة تنقسم إلى محضة . وهي أن ينحني بالألف إلى الياء ، وبالفتحة إلى الكسرة ، وإلى بين بين . وهي كذلك ، إلا أنها تكون إلى الألف والفتحة أقرب ، وهي المختارة عند الأئمة . أما أصل التخفيف في الهمزة والتشديد فمتواتر ، وأما كون أن من القراء من يسهله . ومنهم من يبدله ونحو ذلك . فهذه الكيفية هي التي ليست متواترة . ولهذا كره الإمام  أحمد  رضي الله عنه وجماعة من السلف  قراءة  حمزة  لما فيها من طول المد والكسر والإدغام ونحو ذلك ;  [ ص: 203 ] لأن الأمة إذا أجمعت على فعل شيء لم يكره فعله . وهل يظن عاقل أن الصفة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وتواترت إلينا يكرهها أحد من المسلمين ؟ فعلمنا بهذا أن هذه الصفات ليست متواترة ، وهو واضح . وهو ظاهر كلام أحمد وجمع ، وكذلك قراءة  الكسائي    ; لأنها كقراءة  حمزة  في الإمالة والإدغام . كما نقله السرخسي  في الغاية . فلو كان ذلك متواترا لما كرهه أحد من الأئمة . وزاد أبو شامة  الألفاظ المختلف فيها بين القراء أي اختلفوا في صفة تأديتها . كالحرف المشدد ، يبالغ بعضهم فيه حتى كأنه يزيد حرفا ، وبعضهم لا يرى ذلك ، وبعضهم يرى التوسط بين الأمرين ، وهو ظاهر ، ويمكن دخوله تحت قول  ابن الحاجب  في الاحتراز عنه في استثنائه ما ليس من قبيل الأداء ، لكن قال ابن الجزري    : لا نعلم أحدا تقدم  ابن الحاجب  إلى ذلك ; لأنه إذا ثبت تواتر اللفظ ثبت تواتر هيئته ; إذ اللفظ لا يقوم إلا به ، ولا يصح إلا بوجوده   ( ومصحف  عثمان ) بن عفان    ( رضي الله عنه ) الذي كتبه وأرسل منه إلى الآفاق مصاحف عديدة    ( أحد الحروف السبعة ) قال الشيخ تقي الدين   قال أئمة السلف    : مصحف عثمان  رضي الله عنه أحد الحروف السبعة . وقال العلامة أبو شامة  الفقيه المحدث الإمام في القراءات في كتابه المرشد : إن القراءات التي بأيدي الناس من السبعة والعشرة وغيرها هي حرف من قول النبي صلى الله عليه وسلم { أنزل القرآن على سبعة أحرف   } انتهى ا هـ . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					