الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 432 ] وقوله: فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون يعني: أهل الجنة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين : روي: أنها نزلت في شريكين جمعا مالا، ثم اقتسماه، فتصدق أحدهما بنصيبه، ثم جاء يستقرض الآخر، فأنكر عليه ما صنع، روي معناه عن عطاء الخراساني.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس : هو قول مشرك لصاحب له مؤمن.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أإنا لمدينون أي: مجزيون، وهذا جواب للاستفهامين جميعا، والمعنى: قال قائل من أهل الجنة: إني كان لي قرين ينكر البعث، ويقول: أتصدق أنك تبعث بعد أن تكون عظاما، وتجزى بعملك؟! روي معناه عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      حابه، أو لخدامه، أو للملائكة: هل أنتم مشرفون عوقوله: قال هل أنتم مطلعون : أي: قال الذي في الجنة لأصلى النار؟

                                                                                                                                                                                                                                      فاطلع فرآه في سواء الجحيم أي: في وسطها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قال تالله إن كدت لتردين أي: لتهلكني ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين أي: من المحضرين في النار.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 433 ] وقوله: أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين : هذا من قول المؤمن توبيخا للكافر.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم قال المؤمن مشيرا إلى ما هو فيه إن هذا لهو الفوز العظيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم : هذا من قول الله عز وجل، و (النزل): الرزق.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في شجرة الزقوم ، وتقدم معنى إنا جعلناها فتنة للظالمين في (بني إسرائيل) [الإسراء: 60] و {الزقوم}: ثمر شجرة منكرة الطعم، منتنة الرائحة، مرة، و (التزقم) في اللغة: البلع بشدة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم يعني: أنها خلقت من النار.

                                                                                                                                                                                                                                      طلعها كأنه رءوس الشياطين : شبهها بذلك; لأن قبح رؤوس الشياطين متصور في الأنفس وإن كان غير مرئي، ومن ذلك قولهم لكل قبيح: (هو كصورة الشيطان).

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إنما شبه ذلك بـ رءوس الشياطين لأنه قد أعلم أنه يشوه خلقهم في النار.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 434 ] وقيل: إنما شبه بنبات قبيح باليمن، يقال له: (رؤوس الشياطين) وهو معروف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إن {الشياطين} ضرب من الحيات معروف.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم : (الشوب): الخلط، فأخبر أنه يشاب بالحميم، وهو الماء الحار؛ ليكون أبشع.

                                                                                                                                                                                                                                      السدي: يشاب لهم الحميم بغساق أعينهم، وصديد من قيحهم ودمائهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم : قيل: إن هذا يدل على أنهم كانوا حين أكلوا الزقوم في عذاب في غير النار، ثم يردون إليها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: ثم أخبرك أن مرجع الكفار إلى الجحيم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنهم ألفوا آباءهم ضالين أي: صادفوهم كذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      فهم على آثارهم يهرعون : قال قتادة : يسرعون.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو عبيدة: يستحثون من خلفهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: يزعجون من شدة الإسراع.

                                                                                                                                                                                                                                      الزجاج : يقال: (هرع، وأهرع) إذا استحث، وأزعج.

                                                                                                                                                                                                                                      الزجاج : [ ص: 435 ] المعنى: يهرعون في الضلال.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية