الإعراب: 
من فتح النون من (ياسين) أو كسرها; فلالتقاء [الساكنين، على أنه بناه]  [ ص: 396 ] على الوصل، ولم يقدر الوقف على حرف التهجي] فاختار الكسر; لأنه الأصل في التقاء الساكنين، والفتح; لخفته بعد الياء، ومن ضم; جاز أن تكون الضمة لالتقاء الساكنين; نحو: (نحن) و {هيت لك} [يوسف:23] وروي: أن  الكلبي  سئل عنها - وهو القارئ بالضم - فقال: هي بلغة طيئ:   (يا إنسان). 
أبو الفتح:  يحتمل أن يكون أراد (يا إنسان) فاكتفى من جميع الاسم بالسين، فـ (يا) على هذا حرف نداء; كقولك: (يا رجل ومن قرأ: تنزيل العزيز الرحيم  بالنصب; فعلى أنه مصدر، ومن رفع; أضمر مبتدأ، والجر جائز على البدل من {القرآن}   . 
 [ ص: 397 ] ومن قرأ: {فأعشيناهم} بالعين; فهو منقول بالهمزة من (عشي) من (العشا) في العين، ومن قرأ بالغين معجمة; فالمعنى: فغطينا أبصارهم، وهما يرجعان إلى معنى. 
وقوله: واضرب لهم مثلا أصحاب القرية   : يجوز أن يكون {مثلا} و أصحاب القرية  مفعولين لـ {اضرب} ويجوز أن يكون أصحاب القرية  بدلا من قوله: {مثلا} على تقدير: واضرب لهم مثلا مثل أصحاب القرية، فحذف المضاف. 
فعززنا بثالث   : من قرأ بالتخفيف; فمعناه: غلبنا; ومنه: وعزني في الخطاب   [ص 23] ومن شدد; فمعناه: قوينا، وكثرنا. 
ومن قرأ: {أين ذكرتم} فمعناه: حيث كنتم فذكرتم، و {أين}: للشرط، وجوابها محذوف; لدلالة طائركم معكم  عليه; كأنه قال: أين وجدتم، أو ذكرتم; وجد شؤمكم معكم. 
 [ ص: 398 ] ومن قرأ: {أن} بالفتح من غير استفهام; فموضع {أن} نصب بقوله: طائركم معكم  لأنهم لما قالوا: إنا تطيرنا بكم  أجابهم، فقال: بل طائركم معكم أن ذكرتم; أي: لأن ذكرتم، فلم تتذكروا، ولم تنتهوا، ولا يوقف على هذه القراءة، ولا على القراءة التي قبلها على {معكم} . 
ومن قرأ: {آن ذكرتم} فالمعنى: ألأن ذكرتم؟ أدخل همزة الاستفهام على (أن) حسب ما تقدم. 
ومن قرأ: {أين ذكرتم} فهي {إن} التي للجزاء، دخلت عليها همزة الاستفهام; فالمعنى: أإن ذكرتم تشاءمتم؟ 
ويوقف على قراءتي الاستفهام على {معكم} لأن الاستفهام له صدر الكلام، فهو يقطع ما قبله مما بعده. 
وقوله: يا ليت قومي يعلمون  بما غفر لي ربي   : يجوز أن تكون (ما) استفهاما)  [ ص: 399 ] فيه معنى التعجب; كأنه قال: بأي شيء غفر لي ربي؟! على أن إثبات الألف في الاستفهام قليل، فيوقف على هذا على {يعلمون} . 
ويجوز أن تكون (ما) والفعل مصدرا، فيكون التقدير: يا ليت قومي يعلمون بغفران ربي لي، ويجوز أن تكون بمعنى: (الذي) والعائد من الصلة محذوف. 
وقوله تعالى: إن كانت إلا صيحة واحدة   : النصب على تقدير: ما كانت عقوبتهم إلا صيحة واحدة، والرفع على الحمل على المعنى; لأن المعنى: قد كانت هناك صيحة واحدة; فكأنه قال: ما وقعت عليهم إلا صيحة واحدة. 
وأنكر هذه القراءة أبو حاتم  وكثير  من النحويين; بسبب التأنيث، فهو ضعيف; كما يكون (ما قامت إلا هند) ضعيفا; من حيث كان المعنى: ما قام أحد إلا هند. 
ومن قرأ {يا حسره على العباد} بإسكان الهاء; جاز أن يكون {على العباد}  [ ص: 400 ] متعلقا بـ (الحسرة) وإسكان الهاء; للحرص على البيان وتقرير المعنى في النفس; إذ كان موضع وعظ وتنبيه، والعرب تفعل ذلك في مثله، وإن لم يكن موضعا للوقف، ومن ذلك: ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنه كان يقطع قراته حرفا حرفا) حرصا على البيان والإفهام. 
ويجوز أن يكون {على العباد} متعلقا بمحذوف، لا بـ (الحسرة) فكأنه قدر الوقف على (حسره) فأسكن الهاء، ثم قال: {على العباد} [أي: أتحسر على العباد]. 
ومن قرأ: {يا حسرة العباد} جاز أن يكون من باب الإضافة إلى الفاعل، فيكون (العباد) فاعلين، كأنهم إذا شاهدوا العذاب تحسروا، فهو كقولك: (يا قيام زيد) ويجوز أن يكون من باب الإضافة إلى المفعول، فيكون (العباد) مفعولين، فكأن العباد يتحسر عليهم من يشفق لهم، وقراءة من قرأ يا حسرة على العباد  مقوية لهذا المعنى. 
 [ ص: 401 ] وقوله: ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون   : قوله: أنهم إليهم لا يرجعون  عند  سيبويه  بدل من {كم} ومعنى {كم} ههنا الخبر; فلذلك جاز أن يبدل منها ما ليس باستفهام. 
وقوله: وإن كل لما جميع لدينا محضرون   : {إن}: مخففة من الثقيلة، وما بعدها مرفوع بالابتداء، وما بعده الخبر، وبطل عملها حين تغير لفظها، ولزمت اللام في الخبر; للفرق بينها وبين التي بمعنى: (ما) و (ما) عند  أبي عبيدة  زائدة; والتقدير عنده: وإن كل لجميع لدينا محضرون، فـ{كل}: مبتدأ، والخبر: (لجميع) ويجوز أن يكون (لجميع) بدلا، من (ما) أو نعتا لها; والتقدير: وإن كل لخلق جميع لدينا محضرون، وحسن ذلك; لأن من يعقل وما لا يعقل يحضر يوم القيامة. 
ومن شدد جعل (إن) بمعنى: (ما) و (لما) بمعنى: (إلا) وقد تقدم القول في مثله. 
 [ ص: 402 ] وقوله: وما عملته أيديهم   : يجوز أن تكون (ما) موصولة في موضع جر; عطفا على من ثمره  وحذفت الهاء الراجعة إلى الصلة إلى الموصول في قراءة من حذف، وقراءة من قرأ وما عملته أيديهم  من غير حذف على الأصل. 
ويجوز أن تكون {ما} نافية، فلا تحتاج إلى صلة، ولا راجع، ويحتاج من حذف الهاء -وهو يقدر {ما} نافية- إلى إضمار مفعول لـ {عملت} . 
وقوله: {والقمر قدرناه منازل}: من رفع فعلى الابتداء والخبر، أو على تقدير: وآية لهم القمر قدرناه منازل، على الحمل على وآية لهم الليل نسلخ منه النهار   . 
ومن نصب {والقمر} فبإضمار فعل يفسره ما بعده; وهو {قدرناه} 
وتقدم القول في والشمس تجري لمستقر لها   . 
وقوله: وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون   : يجوز أن تكون {أن} خبر عن {وآية} ويجوز أن يكون خبر {وآية} قوله: {لهم} و (أن) في موضع رفع بالابتداء، والخبر في الجملة، و (أن) وما بعدها في موضع التفسير لـ (الآية). 
 [ ص: 403 ] وجاز أن تكون (أن) مبتدأة; من أجل تعلقها بما قبلها; لأن (أن) الشديدة لا يجوز أن تكون مبتدأة كما تكون الخفيفة. 
* * * 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					