[ ص: 518 ] التفسير:
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى : [أي: يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله] و (الزلفى): القربة.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: المعنى: ليشفعوا لنا.
nindex.php?page=treesubj&link=29010وقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=5يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل أي: يلقي هذا على هذا، [وهذا على هذا] وأصل (التكوير) في اللغة: اللف والجمع.
وتقدم معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج : أخبر عن (الأزواج) بالنزول; لأنها تكونت بالنبات، والنبات بالماء المنزل، وهذا يسمى التدريج، و (الأزواج) هي المذكورة في (الأنعام) [143 - 144].
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق يعني: النطفة، [والعلقة، والمضغة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6في ظلمات ثلاث يعني: ظلمة المشيمة، وظلمة الرحم، وظلمة
[ ص: 519 ] البطن] عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وغيره، وقيل: يعني: ظلمة الصلب، ثم الرحم ثم البطن.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7إن تكفروا فإن الله غني عنكم : خصوص للكفار، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وقيل: هو عام، وهو أحسن; لأن الله تعالى لا يرضى الكفر لأحد من خلقه، إلا أن يحمل {يرضى} على معنى: يريد، فالله تعالى يريد الكفر من الكافر، وبإرادته كفر، ولا يرضاه، ولا يحبه، فهو يريد كون ما لا يرضاه، وقد أراد الله -عز وجل- خلق إبليس، وهو لا يرضاه، ولا يحبه، فالإرادة غير الرضا، هذا مذهب
أهل السنة.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه أي: راجعا إليه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8ثم إذا خوله نعمة منه أي: أعطاه
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8نسي ما كان يدعو إليه من قبل أي: ترك، فالمعنى: ترك كون الدعاء منه إلى الله -عز وجل- وقيل: المعنى: نسي الله الذي كان يدعو إليه من قبل كشف الضر عنه، فـ{ما} على هذا لله -عز وجل- وهي بمعنى: (الذي) وهي والفعل -على القول الأول- مصدر.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8قل تمتع بكفرك قليلا : تهدد.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أمن هو قانت آناء الليل : من خفف {أمن} فالتقدير: أمن
[ ص: 520 ] هو قانت كمن هو بخلاف ذلك؟ ومن شدد، فالمعنى: العاصون المتقدم ذكرهم خير أمن هو قانت؟
وقيل: إن التخفيف على معنى النداء; كأنه قال: يا من هو قانت، ولا يحسن الوقف على هذا التقدير على
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9رحمة ربه لأن المعنى: يا من هو قانت [
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟] [فهو متصل، إلا أن تقدر حذفا، فيكون التقدير: يا من هو قانت، أبشر].
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون : يريد: العالم المطيع أنه لا يستوي هو والجاهل العاصي.
وتقدم القول في
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=11قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=12وأمرت لأن أكون أول المسلمين : [في الكلام حذف تدل عليه اللام، والمعنى: أمرت بالعبادة; لأن أكون أول المسلمين].
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15فاعبدوا ما شئتم من دونه : تهدد.
[ ص: 521 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم يعني: بتخليدهم في النار، {وأهليهم} يعني: الذين كانوا يكونون لهم في الجنة لو كانوا من أهلها.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=16لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل : [سمى ما تحتهم ظللا] لأنها تظل من تحتهم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=17والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها الآية:
روي: أنها نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان، nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف، وسعد وسعيد، nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة، nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير، حين سألوا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق فأخبرهم بإيمانه، فآمنوا.
وقيل:
nindex.php?page=treesubj&link=28861نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل، nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبي ذر وغيرهما ممن وحد الله تعالى قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=17فبشر عباد nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=18الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه : قيل: المعنى: يستمعون القرآن وغيره، فيتبعون القرآن، وقيل: يستمعون العقوبة الواجبة لهم، والعفو فيأخذون بالعفو.
وقيل: إن (أحسن القول) -[على قول من جعل الآية في من وحد الله قبل الإسلام]-: لا إله إلا الله.
[ ص: 522 ] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار : تكرير الاستفهام تأكيد؛ لطول الكلام، والمعنى: أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذه؟
وقيل: إن في الكلام حذفا، والتقدير: أفمن حق عليه كلمة العذاب ينجو منه؟ وما بعده مستأنف.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21فسلكه ينابيع في الأرض : (الينابيع): جمع (ينبوع) وهو (يفعول) من (نبع) وقد تقدم ذكره.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه يعني: خضرته، وصفرته، وبياضه، وقيل: المعنى: أنواعا من الزرع: شعير، وبر وسمسم، وغير ذلك، وهذا اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21ثم يهيج فتراه مصفرا أي: يجف
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21ثم يجعله حطاما أي: متفتتا.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أفمن شرح الله صدره للإسلام : في الكلام حذف، والمعنى: أفمن شرح الله صدره للإسلام كمن طبع على قلبه؟
والمراد بـ (من شرح الله صدره للإسلام) ههنا -فيما ذكره المفسرون-:
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وحمزة -رضي الله عنهما- والمراد بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله :
أبو لهب وولده.
[ ص: 523 ] ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22من ذكر الله : أن قلوبهم تزداد قسوة من سماع ذكره، وقيل: إن {من} بمعنى: (عن) والمعنى: قست قلوبهم عن قبول ذكر الله، وهو اختيار الطبري.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23كتابا متشابها أي: يشبه بعضه بعضا في الحكمة.
{مثاني} أي: تثنى فيه القصص، والمواعظ، والأحكام، وذكر الله عز وجل.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم : يريد: مما فيه من الوعيد،
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله : [أي: إلى ذكر رحمة الله].
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=24أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة : خص الوجه بالذكر؛ لأنه أعز ما في الإنسان، وروي: أنه يلقى في النار مغلولا، فلا يجد ما يتقي به النار سوى وجهه، وفي الكلام حذف، والمعنى: أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب كمن هو في الجنة؟
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=24وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون : [أي: يقال لهم: ذوقوا جزاء ما كنتم تكسبون].
[ ص: 518 ] التَّفْسِيرُ:
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى : [أَيْ: يَقُولُونَ: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ] وَ (الزُّلْفَى): الْقُرْبَةُ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ: الْمَعْنَى: لِيَشْفَعُوا لَنَا.
nindex.php?page=treesubj&link=29010وَقَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=5يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارِ عَلَى اللَّيْلَ أَيْ: يُلْقِي هَذَا عَلَى هَذَا، [وَهَذَا عَلَى هَذَا] وَأَصْلُ (التَّكْوِيرِ) فِي اللُّغَةِ: اللَّفُّ وَالْجَمْعُ.
وَتَقَدَّمَ مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ : أَخْبَرَ عَنِ (الْأَزْوَاجِ) بِالنُّزُولِ; لِأَنَّهَا تَكَوَّنَتْ بِالنَّبَاتِ، وَالنَّبَاتِ بِالْمَاءِ الْمُنْزَلِ، وَهَذَا يُسَمَّى التَّدْرِيجَ، وَ (الْأَزْوَاجُ) هِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي (الْأَنْعَامِ) [143 - 144].
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ يَعْنِي: النُّطْفَةَ، [وَالْعَلَقَةَ، وَالْمُضْغَةَ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=6فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ يَعْنِي: ظُلْمَةَ الْمَشِيمَةِ، وَظُلْمَةَ الرَّحِمِ، وَظُلْمَةَ
[ ص: 519 ] الْبَطْنِ] عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ، وَقِيلَ: يَعْنِي: ظُلْمَةَ الصُّلْبِ، ثُمَّ الرَّحِمِ ثُمَّ الْبَطْنِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ : خُصُوصٌ لِلْكُفَّارِ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَقِيلَ: هُوَ عَامٌّ، وَهُوَ أَحْسَنُ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَرْضَى الْكُفْرَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، إِلَّا أَنْ يُحْمَلَ {يَرْضَى} عَلَى مَعْنَى: يُرِيدُ، فَاللَّهُ تَعَالَى يُرِيدُ الْكُفْرَ مِنَ الْكَافِرِ، وَبِإِرَادَتِهِ كَفَرَ، وَلَا يَرْضَاهُ، وَلَا يُحِبُّهُ، فَهُوَ يُرِيدُ كَوْنَ مَا لَا يَرْضَاهُ، وَقَدْ أَرَادَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- خَلْقَ إِبْلِيسَ، وَهُوَ لَا يَرْضَاهُ، وَلَا يُحِبُّهُ، فَالْإِرَادَةُ غَيْرُ الرِّضَا، هَذَا مَذْهَبُ
أَهْلِ السُّنَّةِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ أَيْ: رَاجِعًا إِلَيْهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ أَيْ: أَعْطَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ أَيْ: تَرَكَ، فَالْمَعْنَى: تَرَكَ كَوْنَ الدُّعَاءِ مِنْهُ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَقِيلَ: الْمَعْنَى: نَسِيَ اللَّهَ الَّذِي كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلِ كَشْفِ الضُّرِّ عَنْهُ، فَـ{مَا} عَلَى هَذَا لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَهِيَ بِمَعْنَى: (الَّذِي) وَهِيَ وَالْفِعْلُ -عَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ- مَصْدَرٌ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=8قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا : تَهَدُّدٌ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ : مَنْ خَفَّفَ {أَمَّنْ} فَالتَّقْدِيرُ: أَمَنْ
[ ص: 520 ] هُوَ قَانِتٌ كَمَنْ هُوَ بِخِلَافِ ذَلِكَ؟ وَمَنْ شَدَّدَ، فَالْمَعْنَى: الْعَاصُونَ الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُمْ خَيْرٌ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ؟
وَقِيلَ: إِنَّ التَّخْفِيفَ عَلَى مَعْنَى النِّدَاءِ; كَأَنَّهُ قَالَ: يَا مَنْ هُوَ قَانِتٌ، وَلَا يَحْسُنُ الْوَقْفُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9رَحْمَةَ رَبِّهِ لِأَنَّ الْمَعْنَى: يَا مَنْ هُوَ قَانِتٌ [
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ؟] [فَهُوَ مُتَّصِلٌ، إِلَّا أَنْ تُقَدِّرَ حَذْفًا، فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ: يَا مَنْ هُوَ قَانِتٌ، أَبْشِرْ].
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ : يُرِيدُ: الْعَالِمَ الْمُطِيعَ أَنَّهُ لَا يَسْتَوِي هُوَ وَالْجَاهِلُ الْعَاصِي.
وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=10لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=11قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=12وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ : [فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ تَدُلُّ عَلَيْهِ اللَّامُ، وَالْمَعْنَى: أُمِرْتُ بِالْعِبَادَةِ; لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ].
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ : تَهَدُّدٌ.
[ ص: 521 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ يَعْنِي: بِتَخْلِيدِهِمْ فِي النَّارِ، {وَأَهْلِيهِمْ} يَعْنِي: الَّذِينَ كَانُوا يَكُونُونَ لَهُمْ فِي الْجَنَّةِ لَوْ كَانُوا مِنْ أَهْلِهَا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=16لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ : [سَمَّى مَا تَحْتَهُمْ ظُلَلًا] لِأَنَّهَا تُظِلُّ مَنْ تَحْتَهُمْ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=17وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا الْآيَةَ:
رُوِيَ: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، nindex.php?page=showalam&ids=38وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدٍ وَسَعِيدٍ، nindex.php?page=showalam&ids=55وَطَلْحَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرِ، حِينَ سَأَلُوا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَأَخْبَرَهُمْ بِإِيمَانِهِ، فَآمَنُوا.
وَقِيلَ:
nindex.php?page=treesubj&link=28861نَزَلَتْ فِي زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، nindex.php?page=showalam&ids=1584وَأَبِي ذَرٍّ وَغَيْرِهِمَا مِمَّنْ وَحَّدَ اللَّهَ تَعَالَى قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=17فَبَشِّرْ عِبَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=18الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ : قِيلَ: الْمَعْنَى: يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ وَغَيْرَهُ، فَيَتَّبِعُونَ الْقُرْآنَ، وَقِيلَ: يَسْتَمِعُونَ الْعُقُوبَةَ الْوَاجِبَةَ لَهُمْ، وَالْعَفْوَ فَيَأْخُذُونَ بِالْعَفْوِ.
وَقِيلَ: إِنَّ (أَحْسَنَ الْقَوْلِ) -[عَلَى قَوْلِ مَنْ جَعَلَ الْآيَةَ فِي مَنْ وَحَدَّ اللَّهَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ]-: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
[ ص: 522 ] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=19أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ : تَكْرِيرُ الِاسْتِفْهَامِ تَأْكِيدٌ؛ لِطُولِ الْكَلَامِ، وَالْمَعْنَى: أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُهُ؟
وَقِيلَ: إِنَّ فِي الْكَلَامِ حَذْفًا، وَالتَّقْدِيرُ: أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ يَنْجُو مِنْهُ؟ وَمَا بَعْدَهُ مُسْتَأْنَفٌ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ : (الْيَنَابِيعُ): جَمْعُ (يَنْبُوعٍ) وَهُوَ (يَفْعُولٌ) مِنْ (نَبَعَ) وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ يَعْنِي: خُضْرَتَهُ، وَصُفْرَتَهُ، وَبَيَاضَهُ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: أَنْوَاعًا مِنَ الزَّرْعِ: شَعِيرٌ، وَبُرٌّ وَسِمْسِمٌ، وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَهَذَا اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيِّ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا أَيْ: يَجِفُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=21ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا أَيْ: مُتَفَتِّتًا.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ : فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ، وَالْمَعْنَى: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ كَمَنْ طَبَعَ عَلَى قَلْبِهِ؟
وَالْمُرَادُ بِـ (مَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ) هَهُنَا -فِيمَا ذَكَرَهُ الْمُفَسِّرُونَ-:
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ :
أَبُو لَهَبٍ وَوَلَدُهُ.
[ ص: 523 ] وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ : أَنَّ قُلُوبَهُمْ تَزْدَادُ قَسْوَةً مِنْ سَمَاعِ ذِكْرِهِ، وَقِيلَ: إِنَّ {مِنْ} بِمَعْنَى: (عَنْ) وَالْمَعْنَى: قَسَتْ قُلُوبُهُمْ عَنْ قَبُولِ ذِكْرِ اللَّهِ، وَهُوَ اخْتِيَارُ الطَّبَرِيِّ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23كِتَابًا مُتَشَابِهًا أَيْ: يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا فِي الْحِكْمَةِ.
{مَثَانِيَ} أَيْ: تُثَنَّى فِيهِ الْقَصَصُ، وَالْمَوَاعِظُ، وَالْأَحْكَامُ، وَذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ : يُرِيدُ: مِمَّا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ : [أَيْ: إِلَى ذِكْرِ رَحْمَةِ اللَّهِ].
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=24أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : خَصَّ الْوَجْهَ بِالذِّكْرِ؛ لِأَنَّهُ أَعَزُّ مَا فِي الْإِنْسَانِ، وَرُوِيَ: أَنَّهُ يُلْقَى فِي النَّارِ مَغْلُولًا، فَلَا يَجِدُ مَا يَتَّقِي بِهِ النَّارَ سِوَى وَجْهِهِ، وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ، وَالْمَعْنَى: أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ كَمَنْ هُوَ فِي الْجَنَّةِ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=24وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ : [أَيْ: يُقَالُ لَهُمْ: ذُوقُوا جَزَاءَ مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ].