وقوله: واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم   : قيل: يعني: الناسخ، وقيل: يعني: الطاعة،  لأن الله تعالى أخبر عن قوم أطاعوه، وعن قوم عصوه، وقيل: يعني العفو؛ لأن الله تعالى خير نبيه -صلى الله عليه وسلم- بين العفو والقصاص، وقيل: المعنى: اتبعوا الحسن من ربكم، و {من}: لبيان الجنس. 
وقوله: أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله  أي: في جنب أمر الله.   [الضحاك:  المعنى: في ذكر الله] يعني: القرآن. 
وقوله: وإن كنت لمن الساخرين  أي: من المستهزئين بأمر الله وكتابه. 
قال  قتادة   : هذا قول صنف منهم، وقال صنف آخر: لو أن الله هداني لكنت من المتقين  ، وقال آخر: لو أن لي كرة فأكون من المحسنين  ، فقال الله تعالى: بلى قد جاءتك آياتي  ، جاءت {بلى} على معنى لو أن الله هداني  لأن  [ ص: 536 ] معناه: ما هداني الله. 
وقوله: وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم  أي: بنجاتهم من النار،  السدي:  أي: بفضيلتهم. 
 ابن زيد:  بأعمالهم. 
وقوله: له مقاليد السماوات والأرض   (المقاليد): المفاتيح، عن  ابن عباس  وغيره، واحدها: (مقليد) وقيل: (مقلاد). 
 السدي:   (المقاليد): الخزائن; والمعنى: أن جميع ما فيها بيده، وفي قبضته. 
وقوله: ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك   : قيل: إن في الكلام تقديما وتأخيرا; والتقدير: ولقد أوحي إليك لئن أشركت ليحبطن عملك، وأوحي إلى الذين من قبلك كذلك، وقيل: الكلام على ترتيبه. 
وقوله: والأرض جميعا قبضته يوم القيامة  أي: هو يملكها. 
وقوله: والسماوات مطويات بيمينه  قال  ابن عباس   : السماوات السبع والأرضون السبع وما بينها في يد الله عز وجل، كخردلة في يد أحدكم. 
وروي: أن يهوديا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية، وقال: أين يكون الخلق  [ ص: 537 ] حين ذلك؟ فقال: «هم فيها كرقم في الكتاب». 
وسألته  عائشة   -رضي الله عنها-: أين يكون الناس؟ فقال: «على الصراط». 
 المبرد:  معنى {بيمينه}: بقوته. 
وقوله: ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله   : معنى (صعق): مات. 
قال كعب:  قوله: إلا من شاء الله  يراد به: جبريل  وميكائيل  وإسرافيل،  وملك الموت، وحملة العرش، ثم يموتون بعد ذلك، وروي نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم. 
 ابن جبير  في قوله: إلا من شاء الله  قال: هم الشهداء، فهم متقلدو السيوف حول العرش. 
قال  أبو هريرة:  قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بين النفختين أربعون». 
قال  الحسن   : لا أدري; أربعون سنة، أم أربعون شهرا، أم أربعون ليلة، أم أربعون ساعة؟ 
 [ ص: 538 ] وفي الخبر: إنها ثلاث نفخات، يفزع بالأولى الخلق، ويموتون بالثانية حتى لا يبقى إلا الله عز وجل، ثم يجيء إسرافيل فينفخ الثالثة، فيبعث الله بها الخلق. 
وقوله: وأشرقت الأرض بنور ربها   : روي: أن الأرض يومئذ من فضة، تشرق بنور الله تعالى حين يأتي لفصل القضاء; والمعنى: أنها أشرقت بنور خلقه الله -عز وجل- فأضاف النور إليه على حد إضافة الملك إلى المالك. 
وقوله: وجيء بالنبيين والشهداء  أي: جيء بهم، فسئلوا عما أجابتهم به أممهم، وجيء بالشهداء الذين يشهدون على الأمم. 
قيل: إنه قوله تعالى: لتكونوا شهداء على الناس   [البقرة: 143]. 
وقيل: المراد: الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله عن  السدي.  
 ابن زيد:  هم الحفظة يشهدون على الناس بأعمالهم. 
وقوله: وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا   (الزمر): الجماعات، وقيل: هم الذين لهم صوت كصوت المزمار. 
 [ ص: 539 ] وقوله: حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها  وقال في قصة أهل الجنة: وفتحت أبوابها  بالواو، وحذف الواو وإثباتها في الموضعين سواء في المعنى، فإثباتها عطف جملة على جملة، وحذفها للضمير العائد من الجملة الثانية. 
وقيل: الواو في قصة أهل الجنة زائدة، وقيل: زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا؛ لكرامتهم على الله تعالى، والتقدير: حتى إذا جاؤوها وأبوابها مفتحة، وحذف الواو في قصة أهل النار؛ لأنهم وقفوا على النار، وفتحت بعد وقوفهم؛ إذلالا وترويعا لهم. 
وقيل: زيدت الواو في قصة أهل الجنة؛ لأن أبواب الجنة ثمانية، وأبواب النار سبعة ففرق بينهما بزيادة الواو. 
وقوله: طبتم فادخلوها خالدين  أي: طبتم في الدنيا، وقيل: المعنى: طابت أعمالكم. 
والجواب: وقال لهم خزنتها  ، أو وفتحت أبوابها  والواو مقحمة. 
وقيل: إن الجواب محذوف، والمعنى: إذا جاؤوها، وفتحت أبوابها، وقال لهم خزنتها: سلام عليكم، طبتم، فادخلوها خالدين; دخلوها. 
 [ ص: 540 ] وقوله: وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء   : قيل: إنهم أورثوا الأرض التي كانت تكون لأهل النار لو كانوا مؤمنين. 
وقوله: وترى الملائكة حافين من حول العرش   : واحد {حافين}: حاف. 
 الفراء:  لا واحد لهم; إذ لا يقع لهم الاسم إلا مجتمعين. 
ودخلت {من} على {حول} لأنه ظرف، والفعل يعدى إلى الظرف بحرف وبغير حرف. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					