الإعراب:
فتح الميم من {حم} على معنى: اقرأ حم، أو لالتقاء الساكنين،
[ ص: 563 ] والكسر؛ لالتقاء الساكنين أيضا، أو على وجه القسم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون : العامل في {إذ} فعل مضمر، كأنه قال: اذكروا إذ تدعون إلى الإيمان، فتكفرون، ولا يعمل فيه {لمقت} لأن الخبر قد فصل بينهما، وليس بداخل في الصلة، و {إذ} داخلة في صلة {لمقت} إذا أعملته فيها، ففيه تفرقة بين الصلة والموصول بخبر الابتداء، ولا يعمل فيها (المقت) الثاني؛ إذ ليس المعنى عليه; لأنهم لم يكونوا حين دعوا إلى الإيمان فكفروا ماقتين أنفسهم، ولا يعمل في {إذ} {تدعون} لأنها مضافة إليه.
nindex.php?page=treesubj&link=28908وقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يوم هم بارزون : العامل في يوم nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لا يخفى على الله منهم شيء ويجوز أن يكون بدلا من {يوم} الأول. nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم : يجوز أن يكون {فينظروا} [منصوبا على جواب الاستفهام، أو مجزوما] معطوفا على
[ ص: 564 ] {يسيروا} و {كيف}: خبر {كان} و {عاقبة}: اسمها، وفي {كيف} ضمير يعود على (العاقبة).
ويجوز أن تكون {كان} تامة، و {كيف} ظرفا ملغى، لا ضمير فيه.
ومن قرأ {سبيل الرشاد} بالتشديد، فالمعنى: ما أهديكم إلا سبيل الله عز وجل، ويجوز أن يكون المراد بـ(الرشاد)
موسى -عليه السلام- وهو أشبه؛ لأنه يكون من (رشد يرشد) [كـ (عباد) من (عبد يعبد) أو يكون من (رشد يرشد] كـ (علام) من (علم يعلم) ويبعد أن يكون من (أرشد) لأن (فعالا) لم يأت منه إلا في حروف شاذة معدودة، وهي (أجبر) و (أسأر) و (أقصر) و (أدرك).
وقيل: إنما جاء (فعال) من هذه على تقدير حذف الزيادة، فكأنه من (سأر) و (درك) و (قصر) و (جبر).
وقيل: إن (رشاد) بمعنى (مرشد) لا على أنه مشتق منه; كـ (اللأال)
[ ص: 565 ] من (اللؤلؤ) فهو بمعناه، وليس جاريا عليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار : من نون; فـ{متكبر} صفة لـ {قلب} والمعنى: صاحبه متكبر، فـ (المتكبر) وإن جعل صفة لـ (القلب) فالمراد به جملة الإنسان، ومن أضاف ففي الكلام حذف; والمعنى: كذلك يطبع الله على كل قلب كل متكبر جبار، فحذف (كل) لتقدم ما يدل عليه، وإذا لم يقدر حذف (كل) لم يستقم المعنى؛ لأنه يصير معناه: إنه يطبع على جميع قلبه، وليس المعنى عليه، وإنما المعنى: إنه يطبع على قلوب المتكبرين الجبارين قلبا قلبا، ومثل حذف (كل) قول
أبي دؤاد: [من المتقارب]
أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا
يريد: وكل نار.
[ ص: 566 ] ومن قرأ: {فأطلع} بالنصب; فعلى أنه جواب لكلام غير موجب; والمعنى: إذا بلغت اطلعت، ومن رفع عطف على {أبلغ} والمعنى: لعلي أبلغ ولعلي أطلع.
وقد تقدم القول في
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وصد عن السبيل في فتح الصاد وضمها وكسرها في (الرعد) [33] ومن قرأ: {وصد} جعله اسما معطوفا على {سوء} .
* * *
الْإِعْرَابُ:
فَتْحُ الْمِيمِ مِنْ {حمَ} عَلَى مَعْنَى: اقْرَأْ حمَ، أَوْ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ،
[ ص: 563 ] وَالْكَسْرُ؛ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ أَيْضًا، أَوْ عَلَى وَجْهِ الْقَسَمِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=10لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ : الْعَامِلُ فِي {إِذْ} فِعْلٌ مُضْمَرٌ، كَأَنَّهُ قَالَ: اذْكُرُوا إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ، فَتَكْفُرُونَ، وَلَا يَعْمَلُ فِيهِ {لَمَقْتُ} لِأَنَّ الْخَبَرَ قَدْ فَصَلَ بَيْنَهُمَا، وَلَيْسَ بِدَاخِلٍ فِي الصِّلَةِ، وَ {إِذْ} دَاخِلَةٌ فِي صِلَةِ {لَمَقْتُ} إِذَا أَعْمَلْتَهُ فِيهَا، فَفِيهِ تَفْرِقَةٌ بَيْنَ الصِّلَةِ وَالْمَوْصُولِ بِخَبَرِ الِابْتِدَاءِ، وَلَا يَعْمَلُ فِيهَا (الْمَقْتُ) الثَّانِي؛ إِذْ لَيْسَ الْمَعْنَى عَلَيْهِ; لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا حِينَ دُعُوا إِلَى الْإِيمَانِ فَكَفَرُوا مَاقِتِينَ أَنْفُسَهُمْ، وَلَا يَعْمَلُ فِي {إِذْ} {تُدْعَوْنَ} لِأَنَّهَا مُضَافَةٌ إِلَيْهِ.
nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ : الْعَامِلُ فِي يَوْمَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=16لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَدَلًا مِنْ {يَوْمَ} الْأَوَّلِ. nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=21أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {فَيَنْظُرُوا} [مَنْصُوبًا عَلَى جَوَابِ الِاسْتِفْهَامِ، أَوْ مَجْزُومًا] مَعْطُوفًا عَلَى
[ ص: 564 ] {يَسِيرُوا} وَ {كَيْفَ}: خَبَرُ {كَانَ} وَ {عَاقِبَةُ}: اسْمُهَا، وَفِي {كَيْفَ} ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى (الْعَاقِبَةِ).
وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ {كَانَ} تَامَّةً، وَ {كَيْفَ} ظَرْفًا مُلْغًى، لَا ضَمِيرَ فِيهِ.
وَمَنْ قَرَأَ {سَبِيلَ الرَّشَّادِ} بِالتَّشْدِيدِ، فَالْمَعْنَى: مَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِـ(الرَّشَّادِ)
مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَهُوَ أَشْبَهُ؛ لِأَنَّهُ يَكُونُ مِنْ (رَشَدَ يَرْشُدُ) [كَـ (عَبَّادٍ) مِنْ (عَبَدَ يَعْبُدُ) أَوْ يَكُونُ مِنْ (رَشِدَ يَرْشَدُ] كَـ (عَلَّامٍ) مِنْ (عَلِمَ يَعْلَمُ) وَيَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ مِنْ (أَرْشَدَ) لِأَنَّ (فَعَّالًا) لَمْ يَأْتِ مِنْهُ إِلَّا فِي حُرُوفٍ شَاذَّةٍ مَعْدُودَةٍ، وَهِيَ (أَجْبَرَ) وَ (أَسْأَرَ) وَ (أَقْصَرَ) وَ (أَدْرَكَ).
وَقِيلَ: إِنَّمَا جَاءَ (فَعَّالٌ) مِنْ هَذِهِ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ الزِّيَادَةِ، فَكَأَنَّهُ مِنْ (سَأَرَ) وَ (دَرَكَ) وَ (قَصَرَ) وَ (جَبَرَ).
وَقِيلَ: إِنَّ (رَشَّادِ) بِمَعْنَى (مُرْشِدٍ) لَا عَلَى أَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْهُ; كَـ (اللَّأَالِ)
[ ص: 565 ] مِنَ (اللُّؤْلُؤِ) فَهُوَ بِمَعْنَاهُ، وَلَيْسَ جَارِيًا عَلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=35كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ : مَنْ نَوَّنَ; فَـ{مُتَكَبِّرٍ} صِفَةٌ لِـ {قَلْبٍ} وَالْمَعْنَى: صَاحِبُهُ مُتَكَبِّرٌ، فَـ (الْمُتَكَبِّرُ) وَإِنْ جُعِلَ صِفَةً لِـ (الْقَلْبِ) فَالْمُرَادُ بِهِ جُمْلَةُ الْإِنْسَانِ، وَمَنْ أَضَافَ فَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ; وَالْمَعْنَى: كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ، فَحُذِفَ (كُلِّ) لِتَقَدُّمِ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ، وَإِذَا لَمْ يُقَدَّرْ حَذْفُ (كُلِّ) لَمْ يَسْتَقِمِ الْمَعْنَى؛ لِأَنَّهُ يَصِيرُ مَعْنَاهُ: إِنَّهُ يَطْبَعُ عَلَى جَمِيعِ قَلْبِهِ، وَلَيْسَ الْمَعْنَى عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى: إِنَّهُ يَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُتَكَبِّرِينَ الْجَبَّارِينَ قَلْبًا قَلْبًا، وَمِثْلُ حَذْفِ (كُلِّ) قَوْلُ
أَبِي دَؤُادٍ: [مِنَ الْمُتَقَارِبِ]
أَكُلَّ امْرِئٍ تَحْسَبِينَ امْرَأً وَنَارٍ تَوَقَّدُ بِاللَّيْلِ نَارًا
يُرِيدُ: وَكُلَّ نَارٍ.
[ ص: 566 ] وَمَنْ قَرَأَ: {فَأَطَّلِعَ} بِالنَّصْبِ; فَعَلَى أَنَّهُ جَوَابٌ لِكَلَامٍ غَيْرِ مُوجَبٍ; وَالْمَعْنَى: إِذَا بَلَغَتُ اطَّلَعْتُ، وَمَنْ رَفَعَ عَطَفَ عَلَى {أَبْلُغُ} وَالْمَعْنَى: لَعَلِّي أَبْلُغُ وَلَعَلِّي أَطَّلِعُ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=37وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ فِي فَتْحِ الصَّادِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا فِي (الرَّعْدِ) [33] وَمَنْ قَرَأَ: {وَصَدٌّ} جَعَلَهُ اسْمًا مَعْطُوفًا عَلَى {سُوءُ} .
* * *