التفسير :
قوله تعالى : فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون أي : بعد قرآنه .
وقوله : ويل لكل أفاك أثيم أي : كذاب ذي آثام ، والمراد به فيما روي- النضر بن الحارث ، وعن ابن عباس : أنه الحارث بن كلدة .
وقوله : وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه أي : ذلك كله إنعام منه عليكم .
ومعنى يغفروا للذين لا يرجون أيام الله : لا يخافون بأس الله ونقمته ، وقيل : المعنى : لا يخافون البعث ، وقيل : المعنى : لا يرجون ثواب أيام الله .
[ ص: 113 ] وقوله : ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها : قال ابن عباس : أي : على هدى من الأمر .
قتادة : (الشريعة ) : الأمر ، والنهي ، والفرائض .
ابن زيد : الدين .
و (الشريعة ) في اللغة : المذهب والملة .
وقوله : أم حسب الذين اجترحوا السيئات أي : اكتسبوها .
سواء محياهم ومماتهم : قال مجاهد : المؤمن يموت مؤمنا ، ويبعث مؤمنا ، والكافر يموت كافرا ، ويبعث كافرا .
وتقدم القول في أفرأيت من اتخذ إلهه هواه .
ومعنى وأضله الله على علم : [أي : على علم قد علمه منه .
وقيل : المعنى : أضله عن الثواب على علم منه بأنه لا يستحقه .
ابن عباس : المعنى : على علم ] قد سبق عنده .
وقيل : على علم من عابد الصنم أنه لا ينفع ولا يضر .
وقوله : وما يهلكنا إلا الدهر : قال مجاهد : مر السنين والأيام .
وقوله : وما لهم بذلك من علم أي : ما لهم بزعمهم أنهم لا يبعثون من علم .
[ ص: 114 ] وقوله : وترى كل أمة جاثية أي : مستوفزة على الركب .
الضحاك : ذلك عند الحساب .
الفراء : المعنى : وترى أهل كل دين مجتمعين .
مجاهد : (الأمة ) ههنا : الواحد .
وقوله : كل أمة تدعى إلى كتابها : قيل : يعني : ما فرض عليها من حلال وحرام ، وقيل : {كتابها} : ما كتبت الملائكة عليها .
وقوله : إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون : قال علي رضي الله عنه : لله ملائكة ينزلون كل يوم بشيء يكتبون فيه أعمال بني آدم .
ابن عباس : ينسخ الله ما يعمل كل يوم من اللوح المحفوظ ، فيقابل به ما يعمله الإنسان ، فلا يزيد ، ولا ينقص ، ابن عباس : ولا يكون الاستنساخ إلا من نسخة .
الحسن : يستنسخ ما كتبته الحفظة على بني آدم .
وقوله : وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم أي : فيقال لهم ذلك .
[ ص: 115 ] وقوله : وإذا قيل إن وعد الله حق : [أي : يقال لهم يومئذ : وإذا قيل : إن وعد الله حق ] .
إن نظن إلا ظنا : [أي : وقلتم : إن نظن إلا ظنا ] .
وما نحن بمستيقنين أي : أن الساعة آتية .
[وقوله : وقيل اليوم ننساكم أي : نترككم في النار ؛ كما نسيتم لقاء يومكم هذا أي : تركتم العمل له ] .


