nindex.php?page=treesubj&link=28908الإعراب :
من رفع {والسماء} ؛ فعلى الابتداء، واختار ذلك لما عطف على الجملة التي هي
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6والنجم والشجر يسجدان ، فجعل المعطوف مركبا من ابتداء وخبر؛ كالمعطوف عليه، ومن نصب؛ فبإضمار فعل، وهو معطوف على {يسجدان} ، وهو مركب من فعل وفاعل، فجعل المعطوف مثله.
[ ص: 302 ] nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8ألا تطغوا في الميزان موضع {أن} يجوز أن يكون نصبا على تقدير حذف الجار؛ كأنه قال: لئلا تطغوا، ويجوز ألا يكون لـ {أن} موضع من الإعراب.
ويكون {تطغوا} على هذا التقدير مجزوما، وعلى التقدير الأول منصوبا.
ومن قرأ: {تخسروا} ؛ بفتح التاء والسين؛ فهو محمول على تقدير حذف حرف الجر؛ والمعنى: لا تخسروا في الميزان، ومن قرأ: {تخسروا} ؛ جاز أن تكون لغة في (أخسرت الميزان) ؛ كـ(أجبرته وجبرته) ، وشبهه.
ومن نصب: {والحب ذا العصف والريحان} ؛ عطف الجميع على {الأرض} ، ومن رفع؛ عطف على {فاكهة} ، ولا يمتنع ذلك على قول من جعل {الريحان} الرزق؛ فيكون كأنه قال: والحب ذو الرزق والرزق؛ من حيث كان العصف رزقا؛ لأن العصف رزق للبهائم، والريحان رزق للناس، ولا شبهة فيه في قول من قال: إنه الريحان المشموم.
ومن كسر الشين من {المنشآت} ؛ فإنه نسب الفعل إلى السفن على الاتساع؛ والتقدير: المنشئات السير، ومن فتح الشين؛ فلأنها أنشئت، وأجريت.
[ ص: 303 ] والقول في {سيفرغ} و {سيفرغ} و {سنفرغ} ظاهر.
ومن قرأ: {سيفرغ} ، أو {سنفرغ} ؛ فهي لغة لبني تميم، يقولون: (فرغ يفرغ) ، وحكي أيضا: (فرغ يفرغ) ، ووجه كسر النون في {سنفرغ} هو ما قدمناه من كسر أوائل المستقبل الثلاثي.
وكسر الشين وضمها في (الشواظ) لغتان، وكذلك: {النحاس} ، و {النحاس} ، [ويجوز أن يكونا نعتين]، ويجوز أن يكون الكسر جمع (نحس) ؛ كـ (صعب، وصعاب) ، وتقدم الوجه في الجر وفي الرفع في {ونحاس} .
ومن قرأ: {ونحس} ؛ عطفه على {شواظ} ، والمراد به: العذاب.
ومن قرأ: {ونحس} ؛ عطفه على {نار} .
ومن قرأ: {ونحس} ؛ فهو جمع (نحس) ، ويجوز أن يكون أصله:
[ ص: 304 ] (ونحوس) ؛ فقصر بحذف واوه، حسب ما تقدم عند قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16وبالنجم هم يهتدون [النحل: 16].
ومن قرأ: {ونحس} ؛ فهو من قولهم: (حس القوم يحسهم حسا) ؛ إذا استأصلهم؛ والمعنى: نقتل بالعذاب.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=41فيؤخذ بالنواصي والأقدام أي: بالنواصي منهم، أو بنواصيهم، ولا يتعدى (أخذ) إلى مفعولين أحدهما بالباء؛ تقول العرب: (أخذت بالناصية) ، ولا تقول: (أخذت الدابة بالناصية) ، وقد يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف جر غير الباء؛ نحو: (أخذت المال من زيد) ، فإذا كان بمعنى: (من أجل) ؛ تعدى بالباء؛ نحو: (أخذت زيدا بعمرو) .
وقوله: {متكئين} : حال، العامل فيها محذوف؛ كأنه قال: ينعمون متكئين، وقيل: هي حال من (من) في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46ولمن خاف مقام ربه جنتان .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=58كأنهن الياقوت والمرجان : موضع الكاف نصب على الحال من {قاصرات} ؛ التقدير: فيهن قاصرات الطرف مشبهات الياقوت والمرجان.
[ ص: 305 ] ومن قرأ: {خيرات} ؛ فهو (فيعلات) ، وهو أصل (خيرات) في أحد القولين، وقد تقدم.
ومن قرأ: {رفارف} ، و {عباقري} ؛ فهو جمع {رفرف} و {عبقري} ، و {رفرف} : اسم للجمع، و {عبقري} : واحد يدل على الجمع، منسوب إلى (عبقر) ، [وقيل: إن واحد {رفرف} و {عبقري} : (رفرفة) و(عبقرية) ]، والقياس صرف {عباقري} ؛ لأنه مثل: (مدائني) ، وشبهه، وقد روى ترك صرفه.
وضم الضاد من {خضر} قليل، وقد جاء في الشعر.
ومن قرأ:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=78تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ؛ جعل {ذي} صفة لـ {ربك} ، ومن رفع؛ جعله وصفا لـ {اسم} ، وذلك لكون الاسم في المسمى، وقد تقدم ذكر ذلك.
* * *
nindex.php?page=treesubj&link=28908الْإِعْرَابُ :
مَنْ رَفَعَ {وَالسَّمَاءَ} ؛ فَعَلَى الِابْتِدَاءِ، وَاخْتَارَ ذَلِكَ لَمَّا عَطَفَ عَلَى الْجُمْلَةِ الَّتِي هِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=6وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ، فَجَعَلَ الْمَعْطُوفَ مُرَكَّبًا مِنِ ابْتِدَاءٍ وَخَبَرٍ؛ كَالْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ، وَمَنْ نَصَبَ؛ فَبِإِضْمَارِ فِعْلٍ، وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى {يَسْجُدَانِ} ، وَهُوَ مُرَكَّبٌ مِنْ فِعْلٍ وَفَاعِلٍ، فَجَعَلَ الْمَعْطُوفَ مِثْلَهُ.
[ ص: 302 ] nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8أَلا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ مَوْضِعُ {أَنْ} يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَصْبًا عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ الْجَارِّ؛ كَأَنَّهُ قَالَ: لِئَلَّا تَطْغَوْا، وَيَجُوزُ أَلَّا يَكُونَ لِـ {أَنْ} مَوْضِعٌ مِنَ الْإِعْرَابِ.
وَيَكُونُ {تَطْغَوْا} عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ مَجْزُومًا، وَعَلَى التَّقْدِيرِ الْأَوَّلِ مَنْصُوبًا.
وَمَنْ قَرَأَ: {تَخْسَرُوا} ؛ بِفَتْحِ التَّاءِ وَالسِّينِ؛ فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى تَقْدِيرِ حَذْفِ حَرْفِ الْجَرِّ؛ وَالْمَعْنَى: لَا تَخْسَرُوا فِي الْمِيزَانِ، وَمَنْ قَرَأَ: {تَخْسِرُوا} ؛ جَازَ أَنْ تَكُونَ لُغَةً فِي (أَخْسَرْتُ الْمِيزَانَ) ؛ كِـ(أَجْبَرْتُهُ وَجَبَرْتُهُ) ، وَشَبَهُهُ.
وَمَنْ نَصَبَ: {وَالْحَبَّ ذَا الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانَ} ؛ عَطَفَ الْجَمِيعَ عَلَى {الْأَرْضَ} ، وَمَنْ رَفَعَ؛ عَطَفَ عَلَى {فَاكِهَةٌ} ، وَلَا يَمْتَنِعُ ذَلِكَ عَلَى قَوْلِ مَنْ جَعَلَ {الرَّيْحَانَ} الرِّزْقَ؛ فَيَكُونُ كَأَنَّهُ قَالَ: وَالْحَبُّ ذُو الرِّزْقِ وَالرِّزْقُ؛ مِنْ حَيْثُ كَانَ الْعَصْفُ رِزْقًا؛ لِأَنَّ الْعَصْفَ رِزْقٌ لِلْبَهَائِمِ، وَالرَّيْحَانُ رِزْقٌ لِلنَّاسِ، وَلَا شُبْهَةَ فِيهِ فِي قَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ الرَّيْحَانُ الْمَشْمُومُ.
وَمَنْ كَسَرَ الشِّينَ مِنَ {الْمُنْشَآتُ} ؛ فَإِنَّهُ نَسَبَ الْفِعْلَ إِلَى السُّفُنِ عَلَى الِاتِّسَاعِ؛ وَالتَّقْدِيرُ: الْمُنْشِئَاتُ السَّيْرَ، وَمَنْ فَتَحَ الشِّينَ؛ فَلِأَنَّهَا أُنْشِئَتْ، وَأُجْرِيَتْ.
[ ص: 303 ] وَالْقَوْلُ فِي {سَيَفْرُغُ} و {سَيُفْرَغُ} و {سَنَفْرُغُ} ظَاهِرٌ.
وَمَنْ قَرَأَ: {سَيَفْرَغُ} ، أَوْ {سَنَفْرَغُ} ؛ فَهِيَ لُغَةٌ لِبَنِي تَمِيمٍ، يَقُولُونَ: (فَرَغَ يَفْرَغُ) ، وَحُكِيَ أَيْضًا: (فَرَغَ يَفْرُغُ) ، وَوَجْهُ كَسْرِ النُّونِ فِي {سَنِفْرَغُ} هُوَ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ كَسْرِ أَوَائِلِ الْمُسْتَقْبَلِ الثُّلَاثِيِّ.
وَكَسْرُ الشِّينِ وَضَمِّهَا فِي (الشُّوَاظِ) لُغَتَانِ، وَكَذَلِكَ: {النُّحَاسُ} ، وَ {النِّحَاسُ} ، [وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا نَعْتَيْنِ]، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْكَسْرُ جَمْعُ (نَحْسٍ) ؛ كَـ (صَعْبٍ، وَصِعَابٍ) ، وَتَقَدَّمَ الْوَجْهُ فِي الْجَرِّ وَفِي الرَّفْعِ فِي {وَنُحَاسٍ} .
وَمَنْ قَرَأَ: {وَنَحْسٌ} ؛ عَطَفَهُ عَلَى {شُوَاظٌ} ، وَالْمُرَادُ بِهِ: الْعَذَابُ.
وَمَنْ قَرَأَ: {وَنَحْسٍ} ؛ عَطَفَهُ عَلَى {نَارٍ} .
وَمَنْ قَرَأَ: {وَنُحُسٍ} ؛ فَهُوَ جَمْعُ (نَحْسٍ) ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ:
[ ص: 304 ] (وَنُحُوسٍ) ؛ فَقُصِرَ بِحَذْفِ وَاوِهِ، حَسَبَ مَا تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [النَّحْلُ: 16].
وَمَنْ قَرَأَ: {وَنَحُسُّ} ؛ فَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ: (حَسَّ الْقَوْمَ يَحُسُّهُمْ حِسًّا) ؛ إِذَا اسْتَأْصَلَهُمْ؛ وَالْمَعْنَى: نَقْتُلُ بِالْعَذَابِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=41فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ أَيْ: بِالنَّوَاصِي مِنْهُمْ، أَوْ بِنَوَاصِيهِمْ، وَلَا يَتَعَدَّى (أَخَذَ) إِلَى مَفْعُولَيْنِ أَحَدُهُمَا بِالْبَاءِ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: (أَخَذْتُ بِالنَّاصِيَةِ) ، وَلَا تَقُولُ: (أَخَذْتُ الدَّابَّةَ بِالنَّاصِيَةِ) ، وَقَدْ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ أَحَدُهُمَا بِحَرْفِ جَرٍّ غَيْرِ الْبَاءِ؛ نَحْوُ: (أَخَذْتُ الْمَالَ مِنْ زَيْدٍ) ، فَإِذَا كَانَ بِمَعْنَى: (مِنْ أَجْلِ) ؛ تَعَدَّى بِالْبَاءِ؛ نَحْوُ: (أَخَذْتُ زَيْدًا بِعَمْرٍو) .
وَقَوْلُهُ: {مُتَّكِئِينَ} : حَالٌ، الْعَامِلُ فِيهَا مَحْذُوفٌ؛ كَأَنَّهُ قَالَ: يُنَعَّمُونَ مُتَّكِئِينَ، وَقِيلَ: هِيَ حَالٌ مِنْ (مَنْ) فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=58كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ : مَوْضِعُ الْكَافِ نُصِبَ عَلَى الْحَالِ مِنْ {قَاصِرَاتُ} ؛ التَّقْدِيرُ: فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ مُشْبِهَاتٍ الْيَاقُوتَ وَالْمَرْجَانَ.
[ ص: 305 ] وَمَنْ قَرَأَ: {خَيِّرَاتٌ} ؛ فَهُوَ (فَيْعِلَاتٌ) ، وَهُوَ أَصْلُ (خَيْرَاتٍ) فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَمَنْ قَرَأَ: {رَفَارِفَ} ، و {عَبَاقَرِيَّ} ؛ فَهُوَ جَمْعُ {رَفْرَفٍ} وَ {عَبْقَرِيٍّ} ، و {رَفْرَفٍ} : اسْمٌ لِلْجَمْعِ، وَ {عَبْقَرِيٍّ} : وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ، مَنْسُوبٌ إِلَى (عَبْقَرَ) ، [وَقِيلَ: إِنَّ وَاحِدَ {رَفْرَفٍ} وَ {عَبْقَرِيٍّ} : (رَفْرَفَةُ) و(عَبْقَرِيَّةٌ) ]، وَالْقِيَاسُ صَرْفُ {عَبَاقَرِيَّ} ؛ لِأَنَّهُ مِثْلُ: (مَدَائِنِيٍّ) ، وَشَبَهُهُ، وَقَدْ رَوَى تُرْكُ صَرْفِهِ.
وَضَمُّ الضَّادِ مِنْ {خُضْرٍ} قَلِيلٌ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ.
وَمَنْ قَرَأَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=78تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ؛ جَعَلَ {ذِي} صِفَةً لِـ {رَبِّكَ} ، وَمَنْ رَفَعَ؛ جَعَلَهُ وَصْفًا لِـ {اسْمُ} ، وَذَلِكَ لِكَوْنِ الِاسْمِ فِي الْمُسَمَّى، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ ذَلِكَ.
* * *