الإعراب   : 
القول في ن والقلم  ، ووجوهه : كالقول المتقدم في {ص} . 
وقوله : أن كان ذا مال وبنين   : {أن} : مفعول من أجله ، والعامل فيه فعل مضمر؛ والتقدير : يكفر؛ لأن كان ذا مال وبنين ، ودل على هذا الفعل : إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين  ، ولا يعمل في {أن} {تتلى} ، ولا {قال} ؛ لأن ما بعد {إذا} لا يعمل فيما قبلها؛ لأن {إذا} تضاف إلى الجمل التي بعدها ، ولا يعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف ، و {قال} جواب الجزاء ، ولا يعمل فيما قبل الجزاء؛ إذ حكم العامل أن يكون قبل المعمول فيه ، وحكم الجواب أن يكون بعد الشرط ، فيصير مقدما مؤخرا في حال . 
 [ ص: 460 ] ويجوز أن تتعلق {أن} بقوله : مشاء بنميم  ؛ والتقدير : يمشي بنميم؛ لأن كان ذا مال وبنين . 
وأجاز أبو علي  أن تتعلق بـ {عتل} ، وهو وإن كان قد وصف ، وما وصف لا يعمل عمل الفعل؛ فإن حرف الجر كأنه ثابت في اللفظ؛ لطول الكلام ، و {أن} قد صارت كالبدل منه ، وقد يعمل بتوسط الحرف ما لا يعمل بغير توسطه ، قال : وقد أعمل (مررت برجل خير منه أبوه) ، وهو بعيد من شبه الفعل . 
ومن قرأ بالاستفهام؛ فمعناه : التقرير والتوبيخ؛ كأنه قال : ألأن كان ذا مال وبنين يكفر ويستكبر؟ ودل عليه ما تقدم من الكلام ، فصار كالمذكور بعد الاستفهام ، ويكون إذا تتلى عليه آياتنا  مستأنفا ، ويجوز أن يكون التقدير : ألأن كان ذا مال وبنين يقول إذا تتلى عليه آياتنا : أساطير الأولين  ؟ [فيكون العامل في {أن} ما دل عليه : إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين   ]؛ كما كان قبل دخول همزة الاستفهام . 
ومن قرأ : أيمان علينا بالغة  ؛ بالرفع؛ فعلى أنها نعت لـ {أيمان} ، ومن  [ ص: 461 ] نصب؛ فهو حال؛ إما من الضمير في {لكم} ؛ لأنه خبر عن {أيمان} ، ففيه ضمير منه ، وإما من الضمير في {علينا} إن قدر {علينا} وصفا لـ (الأيمان) ، لا متعلقا بنفس (الأيمان) ؛ لأن فيه ضميرا منه ، كما يكون إذا كان خبرا عنه ، ويجوز أن يكون حالا من {أيمان} وإن كانت نكرة؛ كما أجازوا نصب {حقا} على الحال من {متاع} في قوله : متاع بالمعروف حقا على المتقين   [البقرة : 241] . 
يوم يكشف عن ساق   : يجوز أن يكون العامل في {يوم} قوله : {فليأتوا} ، ويجوز أن ينتصب بإضمار فعل ، فيوقف على {صادقين} ، ولا يوقف عليه على التقدير الأول . 
ومن قرأ : {تكشف} ؛ فالمعنى : يوم تكشف الشدة أو القيامة؛ كقولهم : (شمرت الحرب عن ساقها) . 
ومن قرأ : {تكشف} ؛ فهي راجعة إلى معنى {تكشف} ؛ وكأنه قال : يوم تكشف القيامة عن شدة . 
فذرني ومن يكذب بهذا الحديث   : {من} : مفعول معه ، أو معطوف على ضمير المتكلم . 
ومن قرأ : {لولا أن تداركه} ؛ بالتشديد؛ فهو مضارع ، أدغمت التاء منه  [ ص: 462 ] في الدال ، وهو على تقدير حكاية الحال ، كأنه قال : لولا أن كان يقال فيه : تتداركه نعمة من ربه : و {تداركه} : حمل على معنى (النعمة) ، و {تداركته} : على لفظها . 
وقوله : لنبذ بالعراء وهو مذموم   : [قوله : وهو مذموم   ] جملة في موضع الحال من المضمر في (نبذ) . 
ومن فتح الياء من {ليزلقونك} ؛ فهو من (زلق) ، و (زلقته) ، ومن ضم الياء؛ فهو منقول بالهمزة من (زلق) . 
* * * 
هذه السورة مكية ، وعددها : اثنتان وخمسون آية بإجماع   . 
				
						
						
