التفسير : 
 {الحاقة} : القيامة  ، قال  قتادة   : أحقت لكل قوم أعمالهم؛ والتقدير : ذات الحاقة . 
وقوله : ما الحاقة   : على التعظيم لشأنها . 
و (القارعة) : القيامة تقرع الناس . 
وقوله : فأهلكوا بالطاغية  أي : بالفعلة الطاغية ، وقيل : بالصيحة الطاغية ، وقيل : بالفئة الطاغية ، وقيل : بالطغيان . 
وقوله : بريح صرصر عاتية   : تقدم القول في (الصرصر) ؛ ومعنى {عاتية} : شديدة . 
وقوله : سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما  أي : متتابعة ، عن  ابن مسعود  ،  وابن عباس   . 
 ابن زيد   : حسمتهم ، فلم تبق منهم أحدا ، وأصله من (القطع) ، ومنه : 
 [ ص: 465 ]  (الحسام) ، ويجوز أن يكون مصدرا ، ويجوز أن يكون جمع (حاسم) . 
وقوله : كأنهم أعجاز نخل خاوية  قد تقدم القول في مثله . 
وقوله : فهل ترى لهم من باقية  أي : من فرقة باقية ، وقيل : من بقاء ، وقيل : من بقية . 
وقوله : وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة  أي : بالفعلة الخاطئة ،  مجاهد   : بالخطايا . 
فعصوا رسول ربهم  أي : نبي ربهم ، وقيل : {رسول} بمعنى : رسالة . 
ومعنى {رابية} : شديدة ، ابن زيد : زائدة . 
وقوله : إنا لما طغى الماء  أي : ارتفع وعلا؛ حملناكم في الجارية  أي : في السفن الجارية . 
وقوله : لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية  أي : لتتذكروا بها ، وتكون خبرا مسموعا . 
وقوله : فدكتا دكة واحدة  أي : زلزلتا . 
وقوله : فهي يومئذ واهية  أي : ضعيفة . 
وقوله : والملك على أرجائها  أي : على أطرافها حين تنشق ، عن  ابن عباس   . 
 ابن جبير   : المعنى : والملك على حافات الدنيا ، و (الرجا) : الطرف والناحية . 
وقوله : ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية   : قال  ابن عباس   : ثمانية صفوف من  [ ص: 466 ] الملائكة ، لا يعلم عددهم إلا الله . 
 ابن زيد   : «ثمانية أملاك» ، وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام . 
وقوله : فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه   : قال  ابن زيد   : المعنى : تعالوا ، وقال بعض أهل اللغة : {هآؤم} : (هاكم) ، أبدلت الكاف همزة . 
إني ظننت أني ملاق حسابيه   : قال ابن عباس : {ظننت} بمعنى : علمت . 
فهو في عيشة راضية  أي : ذات رضا . 
قطوفها دانية  أي : قريبة . 
وقوله : بما أسلفتم في الأيام الخالية  يعني : أيام الدنيا . 
وقوله [في قصة الكافر] : يا ليتها كانت القاضية  معناه : يا ليتها كانت موتة لا حياة بعدها . 
وقوله : ما أغنى عني ماليه   : يجوز أن تكون {ما} : نافية ، ويجوز أن تكون استفهاما . 
هلك عني سلطانيه   : قال  ابن زيد   : يعني : سلطانه في الدنيا الذي هو الملك ، وقيل : يعني : الحجة . 
 [ ص: 467 ] وقوله : خذوه فغلوه   : هذا قول الله تعالى للملائكة . 
وقوله : ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه  أي : فاسلكوها فيه ، فهو من المقلوب ، وجاء في الخبر : (أنها تدخل من دبره ، وتخرج من منخريه) ، وفي خبر آخر : (تدخل من فيه ، وتخرج من دبره) . 
وقوله : فليس له اليوم ها هنا حميم  أي : صديق . 
ولا طعام إلا من غسلين   : قال  ابن عباس   : هو ما يسيل من لحوم أهل النار . 
 قتادة   : هو شر الطعام وأبشعه . 
 ابن زيد   : لا يعلم أحد ما هو؟ ولا ما الزقوم؟ وقال في موضع آخر : ليس لهم طعام إلا من ضريع   [الغاشية : 6] : يجوز أن يكون الضريع من الغسلين . 
وقيل : في الكلام ههنا تقديم وتأخير؛ والمعنى : فليس له اليوم ههنا حميم إلا من غسلين ، ويكون الماء الحار ، ثم قال : ولا طعام  ؛ أي : وليس لهم طعام ينتفعون به . 
وقوله : فلا أقسم بما تبصرون  وما لا تبصرون  المعنى : أقسم بالأشياء كلها ، ما ترون منها ، وما لا ترون ، و (لا) صلة ، ويجوز أن تكون ردا لكلام . 
 [ ص: 468 ] وقوله : إنه لقول رسول كريم  أي : إن القرآن لقول رسول كريم ، قيل : يعني به : جبريل  ، وقيل : محمدا  عليهما السلام ، ونسب (القول) إلى (الرسول) ؛ لأنه تاليه ، ومبلغه ، والعامل به؛ كقولنا : (هذا قول مالك) . 
وقوله : ولو تقول علينا بعض الأقاويل  لأخذنا منه باليمين  أي : بالقوة ، عن  ابن عباس  ، وقيل : بيده اليمنى؛ كما يقول من أمر بإهانة أحد : (خذوا بيده) ، وقيل : المعنى : لقبضنا يمينه عن التصرف ، قاله نفطويه . 
وقوله : ثم لقطعنا منه الوتين  يعني : نياط القلب ، [عن  ابن عباس  وغيره ،  مجاهد   : حبل القلب] الذي في الظهر ، قتادة : هو عرق يكون في القلب ، إذا انقطع مات الإنسان ، ومعنى الآية : لأهلكناه ، فكان كمن قطع وتينه . 
وقوله : فما منكم من أحد عنه حاجزين  أي : يحجزنا عنه إذا أردنا إهلاكه ، والجمع في {حاجزين} على معنى {أحد} . 
 [ ص: 469 ] وقوله : وإنه لتذكرة للمتقين  يعني : القرآن ، أو محمدا  عليه الصلاة والسلام . 
وقوله : وإنه لحسرة على الكافرين  يعني : التكذيب . 
وقوله : وإنه لحق اليقين  يعني : القرآن . 
				
						
						
