الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير :

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها المزمل أي : المزمل بثيابه ، قال النخعي : كان متزملا بقطيفة ، وقيل :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 510 ] تزمل بثيابه؛ للقيام إلى الصلاة ، وقيل : تزمل بها من شدة فرقه من جبريل عليه السلام ، وقيل : تزمل بها؛ لشدة ما يلقى من المشركين .

                                                                                                                                                                                                                                      عكرمة : زمل هذا الأمر؛ يعني النبوة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه : هذا تخيير من الله عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ورتل القرآن ترتيلا أي : اقرأه على ترسل ، عن مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      قتادة : بينه تبيينا ، وكذلك قال ابن عباس : بينه حرفا حرفا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأصل (الترتيل) من (الرتل) ؛ وهو الضعف واللين ، و (الرتل) في الأسنان : أن يكون بينها الفرج ، ولا يركب بعضها بعضا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا : قال مجاهد : يعني : حلاله وحرامه .

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن : العمل به ، وقيل : هو القرآن نفسه ، وقد جاء في الخبر : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته؛ وضعت جرانها؛ يعني : صدرها ، فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 511 ] وقوله : إن ناشئة الليل أي : ابتداء عمله شيئا بعد شيء ، وقيل : ساعاته ، وهو من (نشأ) ؛ إذا ابتدأ .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس ، ومجاهد ، وغيرهما : هي الليل كله .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عمر ، وغيره : [هي ما بين المغرب والعشاء .

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن ، وغيره] : من العشاء الآخرة إلى الصبح .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : هي أشد وطئا أي : أمكن موقعا ، وقيل : المعنى : عمل الليل أشد من عمل النهار ، الأخفش : أشد قياما ، قتادة : أثبت في الخير ، وأشد للحفظ؛ للتفرغ في الليل ، وأصل (الوطء) : الثقل ، ومنه قولهم : (اشتدت وطأة السلطان) .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {وطائا} ؛ فالمعنى : أشد مهادا للتصرف في التفكر والتدبر .

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد : يواطئ السمع والبصر القلب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وأقوم قيلا أي : أثبت للقراءة ، عن مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إن لك في النهار سبحا طويلا أي : فراغا ، عن ابن عباس ، وغيره ، وحقيقته : تصرفا مجيئا وذهابا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وتبتل إليه تبتيلا : (التبتل) : الانقطاع إلى عبادة الله عز وجل ، وجاء [ ص: 512 ] المصدر على (بتل نفسك) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فاتخذه وكيلا أي : فوض إليه أمرك ، وقيل : المعنى : اتخذه كفيلا في أمورك كلها ، وقيل : اتخذه ربا .

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في {النعمة} .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إن لدينا أنكالا وجحيما : (الأنكال) : القيود ، عن الحسن ، ومجاهد ، وغيرهما ، واحدها : (نكل) ، و (الجحيم) : النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وطعاما ذا غصة أي : ذا شوك يقف في حلوقهم ، فلا يدخل ، ولا يخرج ، عن ابن عباس ، مجاهد : يعني : الزقوم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وكانت الجبال كثيبا مهيلا أي : رملا سائلا متناثرا ، عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      الضحاك : (الكثيب) : الرمل ، و (المهيل) : الذي يمر تحت الأرجل ، وأصل (مهيل) : (مهيول) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فعصى فرعون الرسول : دخلت الألف واللام في {الرسول} ؛ لتقدم ذكره؛ ولذلك اختير في أول الكتب : (سلام عليكم) ، وفي آخرها : (السلام عليكم) .

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في (الوبيل) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : يوما يجعل الولدان شيبا يعني : أنه يشيب فيه الولدان؛ لشدته .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 513 ] [وقوله : السماء منفطر به أي : منشقة؛ لشدته] ، و {منفطر} : على النسب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : إن هذه تذكرة يعني : إن هذه الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا أي : طريقا إلى رضاه ورحمته .

                                                                                                                                                                                                                                      [وقوله : علم أن لن تحصوه فتاب عليكم : قيل : معناه : علم أن لن تعرفوا النصف والثلث ، وقيل : معناه : أن لن تطيقوه ، فتاب عليكم ]؛ أي : تاب عليكم من فرض القيام إذا عجزتم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فاقرءوا ما تيسر من القرآن أي : ما خف عليكم .

                                                                                                                                                                                                                                      علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله أي : علم أن سيكون منكم مرضى يشق عليهم القيام ، ومسافرون ، ومجاهدون .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فاقرءوا ما تيسر منه : قال السدي : مائة آية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وأقرضوا الله قرضا حسنا يعني : التطوع من أعمال البر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية